زوجي رجل غريب منذ أن عرفته وهو يحب مطالعة الكتب والبحث، خاصة تلك التي تتحدث عن الأمور الغيبية والروحانية والفلسفية ولا يكف عن البحث عبر الأنترنت وكلما وجد حادثة غريبة يحكيها لي وأنا لا أصدق، لأن المنطق والعقل يرفضها وهذه طبيعتي أرفض كل شيء لا يتعلق بالواقع أو المنطق. وصار أمر زوجي هذا يقلقني، لأنني أراه في بعض الأحيان من الجنون، خاصة وأنه أصبح يتحدث كثيرا عن عالم الجن ويريد معرفة كل صغيرة وكبيرة عنهم. وفي الأونة الأخيرة، يبدو أنه جنّ حقيقة، فلقد أصبح يدعي علم الغيب..
إذ أنه يتحدث عن أمور أنها ستحدث غدا أو في أسبوع أو في شهر والمشكل أنه يتحدث عنها علنا وأمام أولادنا وهذا ما لا يعجبني. أولادي يشكونني ويقولون إن والدهم جنّ وهذا ما يسمعون الجيران يقولونه عن والدهم، إنه السبب في هذا، لقد انتشر خبره بين الجيران، لأنه يتحدث إليهم ويدعي علم الغيب وما سيحدث لكل واحد ويدعوهم إلى رؤية مستقبلهم، إنه يتكهن وما يفعله أعتقد أنه من السحر أو قد تسلط عليه جني أو أنه جن من كثرة البحث في هذا الباب. نبهته أن الغيب الذي يتحدث عنه أمر خاص بالله، فهو الخالق وهو عالم الغيب وبرهنت له بالعديد من الآيات الصريحة والواضحة والتي لا نقاش فيها، لكنه يرفض الانصياع لترك ما هو عليه من دجل. زوجي يصلي وبالرغم من ذلك صلاته لم تنهه عن المنكر، هو يرى نفسه أنه حدثت معه كرامة والله وهبه ما لم يهبه لغيره ويفتخر بهذا الأمر، إنها مصيبة عظيمة أصابته، فقد يكون جني تسلط عليه، نصحته بالرقية لكنه يرفضها أيضا. أكبر ما أخشى عليه ،أن يغرق في ما هو عليه ويفقد حتى عقله. كما أخشى عليه عقاب الله، فما يفعله حتما من السحر والشعوذة وهذا شرك وكفر بالله. أجد نفسي عاجزة تماما على إنقاذ زوجي مما هو فيه ولا أدري من سبيل إلى ذلك، هو يضيع وأن ضاع يعني سألقى نفس المصير أنا وأولادي، سيما أنني امرأة ماكثة بالبيت لا أعرف حتى كيف أجلب القوت لأولادي، فكيف أتصرف مع زوجي المجنون وكيف أعيده إلى صوابه ويستغفر الله تعالى ويتوب قبل أن تدركه الموت.
منتظره أرائكم
فراااااشتكم
فى رعاية الله