نعمة الجمال سبب عذابي
أنا شابة عمري 20 سنة، وهبني الخالق جمالا أخّاذا، فبمجرد بلوغي سن الخامسة عشرة حتى اكتملت أنوثتي وصرت محل إعجاب الكثير من الشباب، لذلك صرت مطاردة من طرفهم، فما ان أخرج للدراسة حتى ألاحق ولا يكفون عن معاكستي حتى أن أشقائي الثلاثة كثيرا ما كانوا يتشاجرون مع الشباب دفاعا عني، فكل مرة يعترض أحدهم طريقي ورآه شقيقي إلا وتعارك معه، الشيء الذي دفع أخوتي ووالدي لتوقيفي عن الدراسة وفي سن مبكرة، رغم تفوقي في دراستي، وهذا أول ألم جنيته من جمالي ومكثت بين جدران بيتنا الاربعة لا يسمح لي بالخروج إلا برفقة والدتي أو أحد شقيقاي. طلبت منهم أن يتركوني أواصل تعليمي بالمراسلة، لكنهم رفضوا بحجة، حتى وإن نجحت في البكالوريا فممنوع عليّ مواصلة التعليم الجامعي. وطلبت منهم الالتحاق بالتكوين المهني فرفضوا وقالوا عليّ نسيان الخروج، لأنني ـ في نظرهم ـ مصدر المشاكل وحلهم الوحيد لإنهاء مشاكلي هو زواجي. حبسوني بالبيت وينتظرون أحدهم يطرق الباب لطلب يدي. أنا أعرف والدي وأشقائي، فالغيرة على عرضهم كبيرة، لكن ما هكذا يجب أن يعاملونني، فما ذنبي أنا، لقد سعدوا كثيرا حينما تقدم شاب لخطبتي رآني في عرس أقاربي، لكنني رفضته، لأن قلبي ما أحبه ونفسي نفرت منه. وحينما رفضته أشبعوني ضربا، بكيت كثيرا، هم يظلمونني، أولا حرموني من هدف حياتي وهو التعليم والآن يريدون تزويجي ممن لا أطيقه ولم يهواه قلبي وأنا التي أطمح إلى زوج حنون يتفهم طموحاتي ويعينني على مواصلة تعليمي وتحقيق مرادي.
إن أهلي لا يتفهمونني، غرضهم التخلص مني حتى يتخلصوا من مسؤوليتهم عليّ. الآن هم يعيدونني بالسوء ويتوعدونني أنه لا مفر من الزواج وأنه من سيطلبني ثانية ومهما كانت صفته فإنهم سيزوجونني إياه حتى وإن رفضته. وأنا أخشى أن الآتي أسوأ وينفذون بذلك فيّ حكم إعدام طموحي وإعدامي أيضا، فأي زيجة ليست في صالحي هي إعدام بالنسبة لي، أنا حزينة، كئيبة وصرت أرى أن نعمة الجمال هذه هي
نقمة علي وعذاب كبير فكيف أتصرف؟