أين مكانى من قلوب البشر ؟؟؟؟؟؟
فى هذا الفضاء أحسست بذاتى
فى تلك الأجواء سمعت أناتى
فى ذلك العالم البعيد عرفت من أنا
أنا سحابة تاهت طريقها
انزلت ماءها على أرض بوار
فأنبتت الكلأ والعشب
فأصبحت مخضرة
فجاءت أيادى الشيطان لتقتلعها
أصبحت كالصريم
شوهت حدائقها
بعدما أرتوى الناس منها
بعدما لهوا وفرحوا فيها
قررت السحابة الانسحاب
مرت مسرعة لصحراء الحياة
فلن تزخ مطرها مرة أخرى
لن تجود بمائها
لن تفيد بخيرها
أنا نهر جرى بمائه بين الجبال
فنحت أمامه واد من الأحلام
فتعطر الجبل بروائح الياسمين
لكن غدر الإنسان توجه إليه
قالوا : نريد إقامة جسر هنا
يربط بين أحلام البشر
فهم بذلك واهمون لا يعرفون
أن جسرهم أصبح حاجزاً بين الاحلام والأوهام
نزعوا جمال الجبل بعدما أنار
عبثوا بقدسيته بعدما أفاق من كآبة منظره
ليفيق النهر قائلاً : أرحمونى
فأنا أيها الإنسان لم أرد لك السوء
أردت أن أكون صديق
أردت أن أتخذك رفيق
لكن الغدر بطبعك فهو سمتك
لم تعرف أبداً الوفاء
لم تعرف أبداً اخلاص الأصدقاء
انحسر النهر وتراجع وتلاشى
ليصبح قناة صغيرة تمتلأ بالطحالب
كره الناس منظرها فأزالوها
بكى النهر بكاءاً من القلب
لأنهم لم يعرفوا قيمة الحب
أنا نسمة تهادت بين أوراق الشجر
يتمتع الناس بها فيحلو السهر
يتناجون فى ظلها فيطيب السمر
أحبتهم فاستانست بهم واقتربت منهم
لكنهم قالوا : ما تلك البرودة والسقيع
دعونا نشعل النار فيما حولنا
فحرقوا خيامهم وحرقوا النسمة بجهلهم
اختنقت النسمة واحتضرت
لكن قبل احتضارها صرخت بصوت حنون
ما كل هذا الجنون
اردت بكم الخير لكنكم قساة القلوب
لم ترحموا ضعفى ورقتى
لم تقدروا تعبى ومشقتى
هكذا كان الإنسان خلق الله له الأشجار فقلمها وخلق له
الحديد فأذابه ليضع هذا فى ذاك ويصنع رمحاً ليقتل به ويفتك
خلق الله له العسل فدس فيه السم لينتقم
خلق له العقل فاخترع الدمار ليبيد
فلنقف مع أنفسنا نراجعها علنا نصحح المسار
بقلمى : أشرف على