الفصل الخامس
" الإمام محمد عبده والأزهر"
* غرفة أخرى يسكنها شاب أقدم من الطلاب بالأزهر كان نحيف الصوت ضيق العقل ، لا يستقر في رأسه علم ، كان يشهد دروس الفقه والبلاغة ولكنه لا ينطلق إلى درس الأصول لأن موعده كان مع الفجر وهو لا يتيقظ مبكرا .
* ولقد كان هؤلاء الطلاب يضيقون بكتب الأزهر التي فيها جمود ويعتمدون على كتب يختارها لهم الإمام محمد عبده ، وكان مشايخ الأزهر المتفتحين يقلدونه فيوجهون الطلاب إلى كتب قيمة أخرى .
* وكان الطلاب يفخرون بتلمذتهم على يد الإمام والشيخ بخيت وأبى خطوة والشيخ راضى سواء في المساجد أو حتى في بيوتهم .
* من صفات هذا الشاب أنه كان بخيلا على نفسه وحينما يقترب من الطلاب كان يجود ويقدم لهم المال رفيقا بهم متلطفا لهم وكانوا يحمدونه على ذلك ولكنهم كانوا لا يطيقون جهله ويسخرون منه دون أن يغضب منهم .
* وعلى جهله كان يدعى العلم بالعروض ولا يعرف من بحور الشعر سوى البسيط وكان يظهر العطف على الصبي ويقرأ له أحيانا .
* اتصال الشاب بأبناء الأسر الثرية وتزوج منها وظل على علاقته بالشباب يزورهم ولكنه ابتعد عن الدروس .
* وفي أثناء محنة الإمام أبدى موقفا غريبا فهو متصل بالأستاذ وشيعته ومتصل بخصومه و ينقل أسرار أعوان الإمام فكرهه الجميع ومات دون أن يحزن أحد على وفاته .
أسئلة و أجوبة شاملة لأحداث الفصل
س1 : ما صفات الشاب الذي كان يسكن بجوار طه حسين في الربع ؟
جـ : كان من طبقة هؤلاء الطلاب ، وكان نحيف الصوت ، ضيق العقل قليل الذكاء ومع ذلك كان واسع الثقة طامع أشد الطمع في مستقبله ، يشهد معهم كل الدروس عدا درس الأصول ؛ لأنه يكون مع الفجر ، وهو يفضل النوم والراحة .
س2 : كيف كان ذلك الشاب يتقرب إليهم ؟
جـ : كان يتقرب إليهم تارة بأن يشهد معهم درس الفقه ودرس البلاغة ودرس الأستاذ الإمام ، وتارة يتردد عليهم ثم اتخذ مسكناً بجوارهم ، وكان يكثر من زيارتهم ويمدهم بالمال إذا احتاجوا إلى شراء الكتب أو أداء دين عاجل أو قضاء حاجة ملحة .
س3 : علل : تكاسُل الشاب عن حضور درس الأصول .
جـ : لأن هذا الدرس كان يقتضيه أن يخرج من غرفته مع الفجر وقد كان يفضل الراحة و النوم أكثر .
س4 : ما موقف الإمام محمد عبده من كتب الأزهر ؟ وكيف عبر عن ذلك ؟
جـ : كان الإمام محمد عبده يرى أن كتب الأزهر ومناهجه شديدة على الطلاب و فيها جمود مما يجعل الطلاب يضيقون بها ضيقاً شديداً و تحتاج للتغيير .
- وقد دلهم على كتب قيمة في النحو والبلاغة والتوحيد والأدب أيضاً .
س5 : لشيوخ الأزهر موقف من تلك الكتب التي ينادي بها الإمام محمد عبده . وضِّح .
جـ : كانوا يكرهونها لأنهم لم يألفوها ، وربما اشتد بغضهم ؛ لأن الإمام هو الذي دل الطلاب عليها ونوَّه بها.
س6 : ما الوسائل التي اتبعها الشباب الأزهريون الذين يتحدث عنهم الكاتب للتميز في العلم ؟
جـ : كان هؤلاء الشباب الأزهريون يسارعون إلى شراء الكتب القيمة التي دلهم عليها الشيخ الإمام ، ومن كان يعجز عن شرائها يستعيرها من مكتبة الأزهر ، كما اتفقوا على قراءة هذه الكتب مجتمعين ؛ ليتعاونوا على فهمها لأنهم كان لديهم رغبة صادقة وعزيمة أكيدة على تحصيل العلم و الاطلاع و البحث .
س 7: منِ الشيوخ الأئمة الذين كان طلابهم يفخرون بهم ؟
جـ : كانوا يفخرون بتلمذتهم للأستاذ الإمام وللشيخ بخيت وللشيخ أبى خطوة وللشيخ راضى وكانوا يملئون أفواههم بأنهم تلاميذ هؤلاء الأئمة وبأنهم من المقربين المصطفين لديهم .
س8 : دلل على حب طلاب العلم للإمام محمد عبده ورفاقه من علماء الأزهر .
جـ : الدليل أنهم لم يكونوا يكتفون بالاختلاف (التردد)إلى هؤلاء الشيوخ في دروسهم وإنما كانوا يزورون شيوخهم في بيوتهم وربما شاركوهم في بعض البحث .
س9 : وما رأي الكاتب في هؤلاء الطلاب ؟
جـ : أنهم أنجب طلاب الأزهر وأجدرهم بالمستقبل السعيد .
س10 : علل : محاولة الطلاب متوسطي المستوى الاتصال بأنجب طلاب الأزهر .
جـ : لأنهم يلتمسون التفـوق والامتياز في الاتصال بهم والامتياز حين يعرف الناس أنهم من أصدقائهم وأصفيائهم ، ويلتمسون بذلك الوسيلة إلى أن يتصلوا بكبار الشيوخ وأئمة الأساتذة .
س11 : لماذا اتصل هذا الشاب بهؤلاء الطلاب المتفوقين ؟
جـ : ليقول زملاؤه إنه واحد منهم وليستطيع بحكم هذه الصلة أن يصحبهم في زياراتهم للأستاذ الإمام أو الشيخ بخيت .
س12 : لماذا كان الطلاب المتفوقين يقبلون مصاحبة الطلاب الضعاف و المتوسطين ؟
جـ : إرضاء لغرورهم الذي يوضح لهم مدى تفوقهم عليهم ، ثم يتيح لهم بعد ذلك ، حين يخلون إلى أنفسهم وقد أحصوا على هؤلاء الزملاء الضعاف و المتوسطين جهالاتهم وسخافاتهم وأغلاطهم الشنيعة ، أن يعيدوا ذلك وأن يضحكوا منه ملء أفواههم وملء جنوبهم أيضا .
س13 : ما الذي كان هذا الشاب يشارك فيه هؤلاء الطلاب المتفوقين ؟ وما الذي كان لا يشاركهم فيه ؟
جـ : كان يشاركهم في الدرس ويشاركهم في الشاي ، ويشاركهم في الزيارات ويشاركهم في بعض الشهرة .
- و لكن الله لم يفتح عليه بأن يشاركهم في العلم والفهم ، وفي الإبانة والإيضاح .
س14 : ما الذي كان لا يطيقه الطلاب المتفوقون من هذا الشاب ؟
جـ : كانوا لا يطيقون جهله وربما لم يملكوا أنفسهم فضحكوا من هذا الجهل بمحضر منه ، وردوا عليه سخفه رداً عنيفاً فيه كثير من الازدراء القاسي .
س15 : كيف كان هذا الشاب يقابل ضحك وسخرية هؤلاء الطلاب منه ؟
جـ : كان يقبل ذلك راضياً ويتلقاه باسماً فلم يغضب يوماً منهم .
س16 : ما الذي كان يضحك الطلاب من الشاب ساكن الغرفة ؟
جـ : كانوا يضحكون من جهله يعلم العروض ، فكل الشواهد في كتب النحو التي كان يتعرض لها كان يرجعه إلى بحر واحد هو " البسيط " فكل الأبيات والشواهد عنده من بحر " البسيط ".
س17 : كيف تصرَّف هذا الشاب عندما أحس أنه ليس من تلك الحلبة و انه لا يستطيع أن يجري في ذلك الميدان ؟
جـ : أخذ يتخلف قليلاً قليلاً عن الدروس ، ويتكلف الأعذار حتى لا يشاركهم في مطالعتهم ويكتفي بالمشاركة في الشاي والطعام أحياناً والزيارات دائما.
س18 : ما العلاقة التي ربطت الصبي بالشاب ساكن الغرفة ؟ وكيف انتهت ؟
جـ : عرض الشاب على الصبي - الذي أصبح غلاماً - أن يقرأ معه الكتب في الحديث والمنطق والتوحيد ولما لم يجد عنده فائدة ، وأن الغلام ليس فارغًا للضحك والتندر به فأعرض عنه وتخلص منه .
س19 : كيف اتصل الشاب ساكن الغرفة بالأثرياء ؟
جـ : ظل محسوبا على الأزهر ولكنه كان يشارك الطلاب حياتهم الاجتماعية وقد ارتفعت حياة الشباب بعض الشيء بفضل ذكائهم و جدهم وتفوتهم ورضا الأستاذ الإمام عنهم فاتصلوا بأبناء الأسر الغنية الثرية الذين كانوا يطلبون العلم في الأزهر ، فتتبعهم ساكن الغرفة في اتصالهم بالأثرياء من طلاب الأزهر .
س20 : لماذا قاطع الشباب صاحبهم ؟ وما أثر ذلك على حياته ؟
جـ : عندما خرج الأستاذ الإمام من الأزهر في المحنة السياسية المعروفة اتصل ساكن الغرفة بالأستاذ وشيعته واتصل أيضاً بخصومه مشاركًا لهم ، واتصل بخصوم الإضراب مفشَياً لهم أسرار المضربين ، فاكتشف أمره ، واتضح أيـضاً اتصاله بالمحافظة فقبع في غرفته بعدما خسر الناس جميعاً .
س21 : ما مصير ساكن الغرفة ؟ وما رد فعل أصدقائه ؟
جـ : مات الشاب ، أمات من علة به ؟ أم مات من حسرة ؟ أم مات من الحرمان ؟ و أما أصدقاؤه أخذهم وجوم ولم يحزنوا وإنما قالوا : " إنا لله وإنا إليه راجعون ".
اللغويات
- محصوراً : أي عاجزاً - تكلُّف : تصنُّع - مطالعات : قراءات
- ضنيناً : بخيلاً ج أضناء - أعياهم :أعجزهم - نوَّه : أشار
- أقرانه : أصحابه م قرين - أنداد : أمثاله م ند - الغِبْطَة: السعادة
- وجوم : صمت وحزن - مضض : ألم
- شنيعة : قبيحة ، كريهة - أغلاط : الأخطاء م غلط
- جنوبهم : أي قلوبهم - حاجة ملحّة : ضرورية
- سُخْفه : ضعفه ، تفاهته - أخلقهم : أجدرهم ، أحقهم
- الازدراء : التحقير - الغض منه : الحط من قدره
- الطفيليين : الذين يفرضون انفسهم على الناس بدون دعوة
- العروض : ميزان الشعر ج أعاريض - الحلبة : الميدان
- المعاذير : الأعذار و الحجج م معذرة ، معذار
أسئلة و تدريبات
( 1 )
" لأن هذا الدرس كان يقتضيه أن يخرج من غرفته مع الفجر , وقد كان لراحته مؤثراٌ وبها ضنيناٌ . وكان يشارك أصحابه في بعض مطالعاتهم التي لا تتصل بالدروس المنظمة ولا بالكتب التي كان الشيوخ يقرءونها " .
(أ) - هات معنى " يقتضيه " ومضاد " ضنينًا " والمقصود بهذا الدرس في الفقرة .
(ب) - ما أثر الإمام محمد عبده في شباب الأزهر ؟
(جـ) - بم وصف الكاتب الشاب الذى تتحدث عنه الفقرة ؟ وكيف كان يتقرب للفتى الأزهري وأصحابه ؟
( 2 )
وكانت هذه الكتب بغيضة إلى شيوخ الأزهر لأنهم لم يألفوها وربما اشتد بغضهم لها لأن الأستاذ الإمام قد دل عليها ونوه بها .
( أ ) هات مضاد بغيضة و معنى يألفوا فى جملتين من عندك .
( ب ) ما موقف الإمام محمد عبده من كتب الأزهر ؟ وعلام يد ذلك ؟
( جـ ) بين دور الإمام فى حياة الكاتب ؟
( 3 )
- (غرفة أخرى كانت مصدر فكاهة ودعابة يسكنها شاب أكبر من هؤلاء الطلاب وأقدم عهداً بالأزهر، كان نحيف الصوت يكفي أن تسمعه لتضحك من صوته ، وكان ضيق العقل لم يأذن الله للون من ألوان العلم أن يستقر في رأسه لأن عقله كان ممدوداً).
(أ) بين مرادف (دعابة) ومضاد (نحيف) .
(ب) في الفقرة بيان الحقيقة والتعليل لها . وضح .
(جـ) علل اهتمام الشاب بدروس الإمام وتخلفه عن درس الأصول .