صة نظرة ... د/ يوسف إدريس
التعريف بالكاتب :
ولد يوسف إدريس- أشهر كتّاب القصة القصيرة - في محافظة الشرقية 19 من مايو سنة 1927 م وتخرج في كلية الطب سنة 1952 - وترك الطب من أجل القصة القصيرة ،وقد أصدر ثلاث عشرة مجموعة قصصيّة أولها : {أرخص الليالي} سنة 1954 التي عالج فيها المشكلة السكانية ومن هذه المجموعة قصته {نظرة} . ومن أشهر أعماله القصصيّة أيضاً مجموعة {جمهورية فَرَحات} و{آخر الدنيا} و{حادثة شرف} و{قاع المدينة} وغيرها، تميزت قصص يوسف إدريس بوجود شخصيات لم تظهر من قبل في القصة المصرية، وهذه الشخصيات تتمثّل في الفلاحين الفقراء والعاملين والعاطلين والعاملين الهامشيين والموظّفين الصِّغار وأطفال وصبية ومُراهِقين في المدارس . وتوفى أول أغسطس سنة 1991.
جو النص :
هذه القصة تدور حول خادمة صغيرة عائدة من الفرن وهى تحمل فوق رأسها حملاً معقداً يكاد يسقط رغم قبضتها القوية عليه فطلبت من الكاتب أن يعدل على رأسها ما تحمله فساعدها ومضت في طريقها ، ولكن لفت نظره ثقل هذا الحمل و صغر جسم البنت وظهور فقرها ووضوح ضعفها ونظرتها الطويلة (الحالمة) للأطفال الذين يلعبون بالكرة .. فتأثر الكاتب بما شاهده ، وعبر عنه في هذه القصة .
غرض النص :
هذه القصة القصيرة هدفها تقديم يد المساعدة لطبقة من الضعفاء في المجتمع حيث تصور جانب من جوانب الحرمان والقهر والفقر الذي تعيشه تلك الطبقات المطحونة التي تمثلها الطفلة .. فهي فئة محرومة مظلومة لا يرحمها المجتمع ولا يهتم بها أو يشعر بمعاناتها.
س : لماذا اختار الكاتب لهذه القصة القصيرة عنوانا من كلمة واحدة هي {نظرة}؟
1 - ليدل على نظرة الخادمة إلى الأطفال الذين هم في مثل سنها، فهم يلعبون ويضحكون ، وهي محرومة من اللعب والضحك مثلهم بل و تشقى بالعمل .
2 - وليوضح لنا {نظرة} الكاتب نفسه إلى هذا الواقع الاجتماعي اللاإنساني لتلك الطفلة المحرومة من متعة اللعب، مع إجبارها على العمل القهري في هذه السن ، وهو يشير بذلك إلى قضايا هذه الطبقة المطحونة.
{كانَ غريبًا أنْ تسألَ طفلةٌ صغيرةٌ مثلُها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرِفُه في بساطةٍ وبراءَةٍ أنْ يُعَدِّلَ من وَضْعِ ما تحمِلُهُ ، وكانَ ما تحمِلُهُ معقَّدًا حقًّا ففوقَ رأسِها تستقرُّ " صِينيَّةُ بطَاطِسَ بالفُرْن "، وفوقَ هذه الصِّينيَّةِ الصغيرةِ يَسْتَوِى حَوْضٌ واسعٌ من الصَّاجِ مفروشٌ بالفطائِر المخبوزةِ، وكانَ الحوضُ قد انزلقَ رَغْمَ قَبْضَتِها الدقيقةِ التي اسْتَماتَتْ عليه حتَّى أصبحَ ما تحملُه كلُّه مهدَّدًا بالسُّقوطِ } .
{ لَمْ تَطُلْ دهشَتِي وأنا أُحَدِّقُ في الطفلةِ الصغيرةِ الحَيْرَى ، وأسرَعْتُ لإنقاذِ الحِمْلِ ، وتلَمَّسْتُ سُبلاً كثيرةً وأنا أُسَوِّي الصينيةَ ، فيميلُ الحوضُ ، وأعَدِّلُ من وَضْعِ الصَّاجِ فتميلُ الصينيةُ ، ثمَّ اضبِطُهُما معًا ، فيميلُ رأسُها هيَ ولكنني نجحْتُ أخيراً في تثبيتِ الحِمْلِ، وزيادةً في الاِطْمِئنَانِ، نَصَحْتُها أن تعودَ إلى الفُرْنِ، وكانَ قريباً، حيثُ تتركُ الصاجَ وتعودُ فتأخذُه .
ولستُ أدرِى ما دارَ في رأسِها فما كنتُ أَرَى لها رأسًا وقد حَجبَهُ الحِمْلُ. كلُّ ما حَدثَ أنَّها انتظرتْ قليلاً لتتأكَّدَ مِنْ قبضتِها ثم مضَتْ وهى تُغَمْغِمُ بكلامٍ كثيرٍ لم تَلْتِقِطْ أُذُنِي منه إلاَّ كَلِمَة "سِتِّي" } .
{ولَمْ أحَوِّلْ عينَيَّ عنها وهي تخترقُ الشارعَ العريضَ المزدَحِمَ بالسياراتِ ، ولا عنْ ثوبِها القديمِ الواسعِ المُهَلْهَلِ الذي يشبِهُ قطعةَ القماشِ التي ينظَّفُ بها الفُرنُ ، أو حتَّى عن رجلَيْها اللتَيْنِ كانَتا تطلانِ من ذيلِهِ المُمَزَّقِ كمِسمارَيْنِ رفيعَيْن ورَاقبْتُها في عَجبٍ وهى تُنْشِبُ قدَمَيْها العاريتَيْنِ كمخَالبِ الكتْكُوتِ في الأَرْضِ، وتهتزُّ وهى تتحرَّكُ ثم تنظُرُ هُنَا وهُنَاكَ بالفَتحاتِ الصغيرةِ الدّاكنةِ السوداءِ في وَجْهِها، وتخطُو خُطواتٍ ثابتةً قليلةً وقد تتمايَلُ بَعْضَ الشَّيءِ، ولكنَّها سُرْعانَ ما تَسْتأنِفُ الـمُضِىَّ ... رَاقبْتُها طويلاً حتى امتصَّتْنى كلُّ دقيقةٍ من حَركاتِها، فقد كُنْتُ أتوقَّع في كلِّ ثانيةٍ أن تَحْدُثَ الكارثةُ. وأخيراً استطاعَتِ الخادمةُ الطفلةُ أن تخترِقَ الشارعَ المزدحِمَ في بُطْءٍ كحكمةِ الكبارِ }
{ واستأنَفتْ سيرَها على الجانبِ الآخَرِ، وقبلَ أن تختفِىَ شاهَدْتُها تتوقَّفُ ولا تتحرَّكُ. وكادَتْ عربةٌ تدْهَمُنِى وأنَا أُسْرِعُ لإنقاذِها. وحينَ وصلْتُ كانَ كلُّ شيء علَى ما يُرامُ و الحوض و الصينية على أتم اعتدال ... أمَّا هيَ فكانَتْ واقِفَةً في ثباتٍ تتفَرَّجُ ووَجْهُها المُنكمِشُ الأسمَرُ يتابعُ كرَةً منَ المَطَّاطِ يتقاذَفُها أطفالٌ في مثلِ حَجْمِها ، وأكبَرَ منها ، وهُمْ يُهَلِّلونَ ويَصْرُخونَ ويَضْحَكُونَ ، ولَمْ تلحَظْنِي ، ولم تتوقَّفْ كثيرًا ، فمِنْ جديدٍ راحَتْ مخالِبُها الدقيقةُ تمضِي بها ، وقبلَ أن تنحرفَ استدارَتْ على مَهَلٍ ، واستدارَ الحِمْلُ معَها ، وألقَتْ على الكُرَةِ والأطفالِ نظْرَةً طويلةً ، ثمَّ ابتَلَعَتْها الحارَّةُ } .
الفكرة الأولى
شىء غريب
{كانَ غريبًا أنْ تسألَ طفلةٌ صغيرةٌ مثلُها إنسانًا كبيرًا مثلي لا تعرِفُه في بساطةٍ وبراءَةٍ أنْ يُعَدِّلَ من وَضْعِ ما تحمِلُهُ ، وكانَ ما تحمِلُهُ معقَّدًا حقًّا ففوقَ رأسِها تستقرُّ " صِينيَّةُ بطَاطِسَ بالفُرْن "، وفوقَ هذه الصِّينيَّةِ الصغيرةِ يَسْتَوِى حَوْضٌ واسعٌ من الصَّاجِ مفروشٌ بالفطائِر المخبوزةِ، وكانَ الحوضُ قد انزلقَ رَغْمَ قَبْضَتِها الدقيقةِ التي اسْتَماتَتْ عليه حتَّى أصبحَ ما تحملُه كلُّه مهدَّدًا بالسُّقوطِ } .
اللغويـات
- غريبًا × مألوفاً - يعدل : يسوّى - وضع : هيئة ج أوضاع
- يستوي : يستقرّ × يهتز - حوض : صاج - اِنْزَلَقَ: تَزَحْلَق
- قبضتها : يدها - الدّقيقة : الصّغيرة
- استماتت : أي اشتدّت في إمساكه بكلّ صلابة .
الشرح
س1 : لماذا كان سؤال هذه الطفلة أن تساعده غريبا ؟
جـ : كان سؤال هذه الطفلة أن تساعده غريبا ؛ لأنها كانت جريئة فهي لا تعرفه و رغم ذلك تطلب مساعدته في وضع الصاج ، والصينية على رأسها بالإضافة إلى صغرها و كبره .
س2 : لماذا كان ما تحمله معقدا ؟
جـ : كان ما تحمله معقدا حقا ؛ لأنها كانت تحمل فوق رأسها صينية صغيرة وفوقها حوض أكبر منها وهو مهدد بالسقوط نتيجة لانزلاق الصاج عن الصينية ، ومن الصعب التحكم في هذا الوضع ، وهذا الحمل لا يتناسب مع صغر سنها أو صغر رأسها .
س3 : بم وصفها الكاتب في هذه الفقرة ؟
جـ : وصفها الكاتب في هذه الفقرة بالبساطة والبراءة والصغر .
س4 : ما دلالة هذه البداية على محور القصة ؟
جـ : بداية هذه القصة تدل على المعاناة الشديدة لطفلة محرومة تحلم بالسعادة وتخاف من قهر سيدتها .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
- [كان غريبا أن تسأل طفلة صغيرة ..] : تعبير موجز في بداية القصة يشير إلى بطلة القصة وملامحها .
- [طفلة صغيرة ـ وإنسانا كبيرا] : طباق يوضح المعنى بالتضاد ويفسر الغرابة التي بدأ بها العبارة .
- [صينية بطاطس بالفرن ـ حوض واسع من الصاج مفروش بالفطائر المخبوزة] : تعبيرات مأخوذة من لغة الحياة المعاصرة .
الفكرة الثانية
دهشة و تأمل
لَمْ تَطُلْ دهشَتِي وأنا أُحَدِّقُ في الطفلةِ الصغيرةِ الحَيْرَى ، وأسرَعْتُ لإنقاذِ الحِمْلِ ، وتلَمَّسْتُ سُبلاً كثيرةً وأنا أُسَوِّي الصينيةَ ، فيميلُ الحوضُ ، وأعَدِّلُ من وَضْعِ الصَّاجِ فتميلُ الصينيةُ ، ثمَّ اضبِطُهُما معًا ، فيميلُ رأسُها هيَ ولكنني نجحْتُ أخيراً في تثبيتِ الحِمْلِ، وزيادةً في الاِطْمِئنَانِ، نَصَحْتُها أن تعودَ إلى الفُرْنِ، وكانَ قريباً، حيثُ تتركُ الصاجَ وتعودُ فتأخذُه .
ولستُ أدرِى ما دارَ في رأسِها فما كنتُ أَرَى لها رأسًا وقد حَجبَهُ الحِمْلُ. كلُّ ما حَدثَ أنَّها انتظرتْ قليلاً لتتأكَّدَ مِنْ قبضتِها ثم مضَتْ وهى تُغَمْغِمُ بكلامٍ كثيرٍ لم تَلْتِقِطْ أُذُنِي منه إلاَّ كَلِمَة "سِتِّي"
اللغويـات
- أحدّق : أنظر بدقة - الحَيْرى: الحائرة ، مذكرها حيران ج حيارى
- الحِمْل : ما يحمل ج أحمال - تلمّست : طلبت - سبلا : طرقا م سبيل
- أسوّى : أعدل - أدرى : أعلم - مضت : مشت
- حجبه : غطّاه ، أخفاه - قبضتها : إمساكها
- تغمغم : تتحدث بكلام غير واضح × تفصح
- ستّي : كلمة عامّية محرفة من سيدتي.
الشرح
س1 : علام يدل قول الكاتب " لم تطل دهشتي " ؟
جـ : يدل قول الكاتب ( لم تطل دهشتي) على أنه أدهش فعلا من بساطة الطفلة وجرأتها حين طلبت منه ذلك ولكن الدهشة لم تكن طويلة ؛ لأنه فهم ما تريد حين رأى ما تحمله يكاد يسقط .
س2 : بم نصح الكاتب الطفلة بعد ذلك ؟ وماذا كان موقفها ؟ وما دلالته ؟
جـ : نصحها الكاتب بعد ذلك أن تعود إلى الفرن ؛ وتترك الصاج ثم تعود فتأخذه .
- موقفها : لم تعمل بالنصيحة ؛ لخوفها من سيدتها ، وكل ما فعلته أنها انتظرت قليلا لتتأكد من قبضتها ، ثم مضت وهي تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذنه منه إلا كلمة ( ستي ) .
- دلالته : هذا يدل على خوفها الشديد من قهر سيدتها لو تأخرت .
س3 : أترى التفصيل في (أسوي الصينية فيميل ...) يناقض مبدأ التركيز في القصة القصيرة ؟ علل لما تقول .
جـ : هذا التفصيل لا يناقض مبدأ (التركيز) ، بل يعبر عن المشكلة التي وقعت فيها الطفلة ، وهي عدم استقرار الحمل على رأسها ؛ لأن هذه التفصيلات جزء من البناء الكلي ، كما أنه لم يذكر شيئا عن حياة الطفلة، بل اكتفى بتلميحات موحيا عن سوء حالها بمنظر ملابسها القذرة ، وأنها حافية ، وأن قدميها رفيعتان كمسمارين ، وأنها تخاف من التأخر حتى لا تغضب منها مخ48تها (ستها) .
س4 : وضح دور هذه الفقرة في تنمية الخط الدرامي للقصة .
جـ : هذه الفقرة لها دورها في تنمية الخط الدرامي للقصة ؛ لأنها تدل على حيرة الطفلة في شأن ما تحمله ، والدهشة التي أصابت الكاتب ، وتعدد السبل التي سلكها لحل المشكلة ، ونجاحه أخيرا في تثبيت الحمل .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
- [تلمست سبلاً كثيرة] : كناية عن تعقد الحمل وصعوبة الموقف .
- [يميل رأسها هي] : توكيد لفظي بالضمير (هي) للضمير المتصل (ها) في رأسها .
- [ما دار في رأسها] : استعارة مكنية ، تصور الأفكار آلة تدور وفيها تجسيم وإيحاء بتتابع الأفكار .
- [ما كنت أرى لها رأسا وقد حجبه الحمل] : كناية عن صغر رأسها مقارنة بحجم الحوض (الصاج)الذي تحمله.
- [هي تغمغم بكلام كثير] : كناية عن خوفها واضطرابها .
- من المحسنات البديعية : الطباق بين :
[أسوى ـ ويميل ، أعدله ـ فيميل ، أضبطهما ـ فيميل ، تترك ـ وتأخذ ، أرى ـ حجبه ، انتظرت ـ ومضت] .
- [لم تلتقط أذني منه إلا كلمة ستي] : أسلوب قصر للتأكيد و التخصيص .
س1 : استعمل الكاتب كلمة (ستي) بطريقة فنية دقيقة لها مدلولاتها . وضح .
جـ : بالفعل استعمل الكاتب كلمة (ستي) بطريقة فنية دقيقة فهي توحي بــ
1 - توحي بالرهبة والخوف من أوامر سيدتها.
2 - توحي بعجزها عن التصرف إلا في حدود أوامر سيدتها ، فهي لا تملك التحكم في مصيرها وحاضرها .
3 - توحي بالقهر الاجتماعي و قسوة ربات البيوت على الخادمات الصغيرات .
كما أن هذه الكلمة (ستي) تشير إلى مبدأ التكثيف في القصة القصيرة ، حيث إنها تحمل مدلولات تغني عن مقال كامل في بيان مظاهر الخوف و القهر والتسلط .
س2 : رسم الكاتب في الفقرة السابقة صورة كلية لمحاولاته في مساعدة الطفلة . وضح .
جـ : رسم الكاتب صورة كلية لمحاولاته في مساعدة الطفلة خطوطها الفنية:
1 - حركة نشعر بها في (أسوى ـ يميل ـ أعدل ـ تثبيت ـ تعود ـ تترك ـ تأخذ ـ مضت ـ تلتقط)
2 - صوت نسمعه في (نصحتها ـ تغمغم بكلام كثير ـ كلمة ستي)
3 - لون نراه في (لون الصينية والبطاطس المحمرة ـ والصاج والفطائر
المخبوزة ـ والفرن وما فيه من لهيب ودخان) .
الفكرة الثالثة
وصف مكثف للطفلة
{ولَمْ أحَوِّلْ عينَيَّ عنها وهي تخترقُ الشارعَ العريضَ المزدَحِمَ بالسياراتِ ، ولا عنْ ثوبِها القديمِ الواسعِ المُهَلْهَلِ الذي يشبِهُ قطعةَ القماشِ التي ينظَّفُ بها الفُرنُ ، أو حتَّى عن رجلَيْها اللتَيْنِ كانَتا تطلانِ من ذيلِهِ المُمَزَّقِ كمِسمارَيْنِ رفيعَيْن ورَاقبْتُها في عَجبٍ وهى تُنْشِبُ قدَمَيْها العاريتَيْنِ كمخَالبِ الكتْكُوتِ في الأَرْضِ، وتهتزُّ وهى تتحرَّكُ ثم تنظُرُ هُنَا وهُنَاكَ بالفَتحاتِ الصغيرةِ الدّاكنةِ السوداءِ في وَجْهِها، وتخطُو خُطواتٍ ثابتةً قليلةً وقد تتمايَلُ بَعْضَ الشَّيءِ، ولكنَّها سُرْعانَ ما تَسْتأنِفُ الـمُضِىَّ ... رَاقبْتُها طويلاً حتى امتصَّتْنى كلُّ دقيقةٍ من حَركاتِها، فقد كُنْتُ أتوقَّع في كلِّ ثانيةٍ أن تَحْدُثَ الكارثةُ. وأخيراً استطاعَتِ الخادمةُ الطفلةُ أن تخترِقَ الشارعَ المزدحِمَ في بُطْءٍ كحكمةِ الكبارِ } .
اللغويـات
- تخترق : تعبر - المهلهل : الممزّق - تطلاّن : تظهران
- ذيله : طرفه الأسفل - تنشب : تدخل وتثبت - المضىّ : المشي
- الفتحات الصّغيرة : أي العيون - تستأنف : تبدأ × تتوقف
- امتصّتنى : أي جذبتني وشدتني - دقيقة : حركة صغيرة
- ثانية : لحظة - أتوقع : أنتظر
- الكارثة : المصيبة ( أي سقوط الحمل من فوق رأسها) .
الشرح
س1 : لماذا لم يحول الكاتب عينه عن الطفلة وهي تخترق الشارع ؟
جـ : لم يحول الكاتب عينه عن الطفلة وهي تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات ؛ خوفا عليها من الحوادث.
س2 : ما وجه العجب الذي استولى على الكاتب، وهو يراقب الطفلة؟
جـ : وجه العجب أن الكاتب كان يتوقع أن يسقط ما تحمله الطفلة على رأسها مع اهتزازها وتمايلها، وهى تخترق الشارع العريض المزدحم بالسيارات.
س3 : بم وصف الشاعر ثوب الطفلة وقدميها ؟ وما دلالة ذلك ؟ وما قيمته في القصة ؟
جـ : وصف الكاتب ثوبها بأنه ( قديم – واسع – مهلهل – قذر) ، ووصف قدميها بأنهما ( نحيلتين) كمسمارين رفيعين كما أنهما حافيتين ، وكل ذلك يدل على فقرها وضعفها ، وعدم رعايتها صحيا واجتماعيا ، وقيمته في القصة بيان حال تلك الطبقة المطحونة ، وهو هدف القصة .
س4 : ماذا يقصد الكاتب بالكارثة ؟ وما أسبابها ؟
جـ : الكارثة المقصودة : سقوط الحمل من فوق رأسها .
أسبابها : حملها المعقد فوق رأسها – عبورها لشارع عريض مزدحم بالسيارات – تمايل الطفلة بالحمل الذي فوق رأسها .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
- [لم أحول عيني عنها] : كناية عن حرصه وخوفه على الطفلة .
- [ثوبها القديم المهلهل] : كناية عن الفقر الشديد .
- [ثوبها الذي يشبه قطعة القماش التي ينظف بها الفرن] : تشبيه يدل على منتهى القذارة ويوحي بالإهمال وعدم العناية من (ستها).
- [رجليها اللتين كانتا تطلان كمسمارين رفيعين] : تشبيه يدل على الضعف والهزال ويوحي بالفقر الشديد .
- [قدميها العاريتين كمخلب الكتكوت في الأرض] : تشبيه يدل على فقرها وهزالها وتشبثها بالأرض حتى لا تنزلق أقدامها.
- [الفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها] : كناية عن عينيها الصغيرتين، ويجوز أن تكون استعارة تصريحية ،حيث صورنا العينين بفتحات صغيرة .
- [ثابتة - سرعان] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد . - [امتصتني كل دقيقة من حركاتها] : كناية عن شدة المتابعة والإشفاق عليها ، وفيها استعارة مكنية ، حيث شبه نفسه بماء يمتص ، والدقيقة(الحركة) بإنسان يمص .
- [تخترق الشارع في بطء كحكمة الكبار] : تشبيه يدل على حسن تصرفها وفيه توضيح وإيحاء بالخبرة .
- رسم الكاتب هنا أيضاً صورة كلية واقعية أخرى للطفلة وهى تعبر الطريق المزدحم بالسيارات، خطوطها الفنية:
1 - حركة نحسها في
تخترق ـ تنشب ـ تهتز ـ تتحرك ـ تنظر ـ تخطو ـ تتمايل )
2 - صوت نسمعه في : (صوت السيارات ـ وصوت الخطوات) .
3 - لون نراه في
ثوبها القذر ـ عيونها الداكنة السوداء) .
الفكرة الرابعة
مأساة ونهاية مؤلمة
{ واستأنَفتْ سيرَها على الجانبِ الآخَرِ، وقبلَ أن تختفِىَ شاهَدْتُها تتوقَّفُ ولا تتحرَّكُ. وكادَتْ عربةٌ تدْهَمُنِى وأنَا أُسْرِعُ لإنقاذِها. وحينَ وصلْتُ كانَ كلُّ شيء علَى ما يُرامُ و الحوض و الصينية على أتم اعتدال ... أمَّا هيَ فكانَتْ واقِفَةً في ثباتٍ تتفَرَّجُ ووَجْهُها المُنكمِشُ الأسمَرُ يتابعُ كرَةً منَ المَطَّاطِ يتقاذَفُها أطفالٌ في مثلِ حَجْمِها ، وأكبَرَ منها ، وهُمْ يُهَلِّلونَ ويَصْرُخونَ ويَضْحَكُونَ ، ولَمْ تلحَظْنِي ، ولم تتوقَّفْ كثيرًا ، فمِنْ جديدٍ راحَتْ مخالِبُها الدقيقةُ تمضِي بها ، وقبلَ أن تنحرفَ استدارَتْ على مَهَلٍ ، واستدارَ الحِمْلُ معَها ، وألقَتْ على الكُرَةِ والأطفالِ نظْرَةً طويلةً ، ثمَّ ابتَلَعَتْها الحارَّةُ } .
اللغويـات
- استأنفت : بدأت - تدهمنى : تفاجئني ، والمقصود : تصطدم بي
- يرام : يطلب - تتفرّج : تشاهد - راحت : ذهبت - لم تلاحظني : لم ترني
- المنكمش : أي المنقبض النحيل - يهلّلون : المراد يصيحون
- مخالبها الدقيقة : أي أصابع قدميها الصّغيرة - تنحرف : تميل إلى الحارة- استدارت : دارت - ابتلعتها الحارة : أي أخفتها .
الشرح
س1 : لماذا توقفت الطفلة ؟ ولماذا ألقت نظرة طويلة على الأطفال ؟
جـ : توقفت الطفلة لتشاهد أطفالا - في مثل سنها - يلعبون بالكرة في سعادة .
- وألقت نظرة طويلة على الأطفال وهم يلعبون بالكرة إعجاباً بهم و أملاً (أشبه بالحلم) أن تلعب وتسعد مثلهم .
س2 : إن الأطفال حفاة مثل الطفلة ولكن الفارق كبير بينها وبينهم . وضح .
جـ : بالفعل الفارق كبير بينها وبينهم فهذه الطفلة تسير حافية القدمين رغمًا عنها ، لكن هؤلاء الأطفال قد خلعوا أحذيتهم بإرادتهم ليلعبوا ويستمتعوا بالحياة .
س3 : على الرغم من معاناة الطفلة وفقرها ، هل جردها الكاتب من الحلم والأمل ?
جـ : كلا فقد جعلها تعيش في الحلم والأمل إذ وقفت تشاهد الكرة ، وهذه هي اللحظة الوحيدة السعيدة في حياتها فهي تحلم بأن " تتفرج" وتلعب ، وهو حلم نابع من واقعها المأساوي الذي جعلها تعمل في وقت كان يجب فيه أن تلعب وتلهو وتستمتع بطفولتها مثل أقرانها من الأطفال .
مواطن الجمال و التذوق الأدبى
- [كادت عربة تدهمنى وأنا أسرع لإنقاذها] : كناية عن عدم انتباهه لما حوله نتيجة لاستغراقه في مراقبتها خوفاً عليها .
- [كان كل شيء على ما يرام] : كناية عن اعتدال الحمل على رأسها .
- [أطفال في مثل حجمها] : تشبيه فيه توضيح وإيحاء بالمفارقة بين حالها (الحرمان)وحالهم(الاستمتاع).
- [هم يهللون ويصرخون ويضحكون] : كناية عن السعادة والاندماج في اللعب .
- [مخالبها] : استعارة مكنية ، تصورها بصورة كتكوت له مخالب .
و ( مخالب ) وحدها استعارة تصريحية شبه القدمين بالمخالب للتوضيح .
- [ابتلعتها الحارة] : استعارة مكنية ، تصور الحارة حيوانا ضخما يبتلعها ، وسر جمالها التوضيح ، وتوحي باختفائها.
- [سيرها – تتوقف ، واقفة - يتابع ، تتوقف - تمضى] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
- في هذه الفقرة أيضاً رسم الكاتب لوحة واقعية جديدة للطفلة وهى تشاهد الكرة وتلقى نظرة على الأطفال وهم يلعبون قبل أن تختفي. خطوطها الفنية:
1 - حركة تحسها في : (استأنفت سيرها ـ شاهدتها ـ تتوقف ـ تدهمنى ـ أسرع ـ وصلت ـ يتقاذفها تمضى ـ تنحرف ـ استدارت ـ ابتلعتها) .
2 - صوت تسمعه في (يهللون ـ يصرخون ـ يضحكون) .
3 - لون تراه في(الحوض والصينية ـ وجهها الأسمر) .
التعليق
س : هل تحققت مقومات القصة القصيرة في قصة {نظرة} ؟ ناقش ووضح .
جـ : نعم ، فقد تحققت فيها:
(أ) - مبدأ الوحدة ممثلاً في :
1 - وحدة { الموقف } الذي هو الأساس في بناء القصة القصيرة ؛ إذ اختار لها العنوان كلمة واحدة هي "نظرة" التي تدل على نظرة الخادمة الطفلة إلى الأطفال الذين هم في مثل سنها يمرحون ويضحكون .
2 - وتحققت وحدة { الانطباع } التي يريدها الكاتب ؛ فقد كشف العنوان عن نظرة الكاتب إلى الطفلة من ناحية ، وإلى الواقع الاجتماعي من ناحية أخرى ، وهو يستهدف التلميح إلى قضايا هذه الطبقة المطحونة .
3 - وتحققت وحدة {الشخصية } ؛ فليس فيها إلا شخصية الخادمة الطفلة ، أما الكاتب فيقوم بدور الراوي للأحداث .
4 - وتحققت فيها وحدة { الفكرة } ، وهي المعاناة التي تعانيها الطفلة ، وما يجب أن نفعله نحوها .
(ب) - مبدأ التكثيف والتركيز :
فلقد تحقق فيها التكثيف والتركيز والاقتصاد في الوصف ، وعدم الثرثرة السرد ؛ حيث نرى الكاتب قد عبر عن معاناة الطفلة بكلمة واحدة هي : " ستي " ، ولم يتحدث عن تاريخ حياتها و لا نشأتها ولا حتى عن يوم كامل في حياتها .
(ج) - مبدأ تفاصيل الإنشاء :
فلقد ترابطت القصة و احكم بناؤها واتضح عنصر التشويق في الحركة النامية المتطورة مع حركة الطفلة التلقائية .
س : ما رأيك في أسلوب قصة نظرة من منطلق الأسلوب الواجب اتباعه في القصة القصيرة ؟
جـ : أسلوبها هو الواجب اتباعه في القصة القصيرة ؛ ففيه بساطة وإيحاء وتكثيف وتركيز واقتصاد في الوصف ، وعدم الثرثرة ، والاستمرار في السرد ، تلمس ذلك في العنوان " نظرة " ، وفي كلمة " ستي " للدلالة على القهر والظلم ، وفي التركيز على القدمين العاريتين كمسمارين رفيعين.. والحوار هنا صامت غير منطوق ، ولكنه بالغ القوة والدلالة ، وربما يكون الكاتب قد أجرى حذفا وتبديلا وانتقاء حتى خلص إلى هذه الكلمات المحددة التي صاغ منها قصته في هذه المساحة الصغيرة ، تاركا الحوار الظاهر إلى الحوار المفهوم من المواقف المكثفة .
س :كيف ارتبط عنوان القصة " نظرة " بالجو العام الذي تضفيه القصة ؟
جـ : هذه القصة ( نظرة ) واقعية ، ويهدف كاتبها إلي لفت الأنظار إلي تلك الطبقة المطحونة المحرومة ، وقد اختار للعنوان كلمة ( نظرة ) ، وهي كلمة واحدة للدلالة على (نظرة ) الطفلة لهؤلاء الأطفال وهم يلعبون بالكرة ، وأن أملها في الحياة أن تسعد مثلهم بلحظات من اللعب والسعادة ، والعنوان يدل أيضا على ( نظرة ) الكاتب إلى الطفلة من جهة ، وإلى واقعها الاجتماعي البائس من جهة أخرى ، وهو يلمح بذلك إلى قضايا هذه الطبقة المطحونة ، وهذه الطفلة تسير حافية القدمين رغما عنها ، عكس هؤلاء الأطفال الذين قد خلعوا أحذيتهم أثناء اللعب بإرادتهم .
س : شخصية الراوي في القصة من شأنها أن تطغى على بناء القصة .. فهل فعلت ذلك في قصة "نظرة "؟
جـ : الكاتب لم يجعل الراوي محوريا يستقطب الحركة ، ولم يتحدث بلسانه معلقا على الحدث أو معلنا رأيا ؛ ولذلك فهو لا يطغى على بناء القصة . والشخصية المحورية هنا هي الطفلة ، والراوي انعكاس وظل لها .
- ملامح شخصية الكاتب :
1- دقة الملاحظة . 2 - والنزعة الإنسانية . 3- وحب الإصلاح .
4 - وسعة الثقافة . 5- والقدرة على التعبير بشجاعة.
- الخصائص الفنية لأسلوبه :
( أ ) السهولة والوضوح . (ب) الإيجاز والتركيز .
(جـ) التحرر من قيود الصنعة. ( د ) البراعة في رسم اللوحات الكلية .
( هـ) القدرة على تسلسل الأحداث وترابطها.
أسئلة و تدريبات
1 ) أجب عن الأسئلة الآتية :
س : بم وصف الكاتب الطفلة وهي تعبر الشارع ؟ وما رأيك ؟
س : ما نوع الخيال في ( ابتلعتها الحارة ) ، وسر جماله ؟
ـ نبحث في المعجم عن " طال " في : ( طول – طيل – طلى )
ـ مذكر "الحيرى" : ( الحائر- الحيران – المحتار )
ـ مصدر : أحوّل " ( حول – حوالة – تحويل ) .
ـ بين " يميل – وأعدل " من المحسنات : ( سجع – جناس – طباق ) .
ـ المهلهل : من المشتقات (اسم فاعل – اسم مفعول – اسم مكان ) .
ـ وصف الشارع بالعريض المزدحم يدل على :
(صعوبة عبوره – جماله – كثرة المحلات فيه )
ـ مخالبها : صورة نوعها : ( تشبيه – استعارة – كناية ) .
( 1 )
(وراقبتها فى عجب، وهى تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت فى الأرض، وتهتز وهى تتحرك، ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء فى وجهها، وتخطو خطوات ثابتة قليلة، وقد تتمايل بعض الشىء ولكنها سرعان ما تستأنف المضىّ).
(أ) تخير الإجابة الصحيحة :
- مرادف ( تنشب ) : [ تثبت – تشد – تجذب – تطرد ]
- مضاد ( تستأنف ) : [ تتراجع – تتأمل – تستمر – تتوقف ]
-الكلمة التى تعبر عن هذه الجملة( تنظر بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء فى وجهها )
هى : [ بجراحها – بحواسها – بعينيها – بآلامها ]
(ب) - هات من الفقرة صورة خيالية ومحسنا بديعيا وبين أثر كل منهما فى المعنى
(ج) - اختار الكاتب لقصته عنوان ( نظرة ) فما دلالته ؟ وما ارتباطه بالجو العام للقصة ؟
(د) - فى ضوء دراستك للقصة وضح ما تحقق فيها من سمات التكثيف والواقعية ؟
(هـ) - وضح دور كل من ( الراوى ) و( الحوار الصامت ) فى القصة ) .
( 2 )
(وراقبتها فى عجب، وهى تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت فى الأرض، وتهتز وهى تتحرك، ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء فى وجهها، وتخطو خطوات ثابتة قليلة، وقد تتمايل بعض الشىء ولكنها سرعان ما تستأنف المضىّ).
(أ) - اذكر المقصود بقول الكاتب: " تنشب قدميها.. فى الأرض "، ثم ضع مرادف " تستأنف"، فى جملة من تعبيرك.
(ب) - ما وجه العجب الذى استولى على الكاتب، وهو يراقب الطفلة؟
(جـ) - من سمات القصة القصيرة { التكثيف} بيّن مدى تحقق هذه السمة فى قصة { نظرة}.
(د) - { تتظر بالفتحات الصغيرة الداكتة السوداء فى وجهها }. وضح الصورة فى هذا التعبير.
( 3 )
{ ولست أدرى ما دار في رأسها ، فما كنت أرى لها رأساً وقد حجبه الحمل ، كل ما حدث أنها انتظرت قليلاً لتتأكد من قبضتها ، ثم مضت وهى تغمغم بكلام كثير لم تلتقط أذنى منه إلا كلمة (ستي ) } .
(أ) اختر أدق إجابة مما بين الأقواس لما يلى :
-معنى " تغمغم ": (تهمس بصوت غير واضح- تهمس بصوت ضعيف - تهمس بصوت متقطع )
-جمع " الحِمْل" : (الأحمال- الحوامل -الحمائل )
-مضاد " حجبه " : (كشفه – عَرَضَه – أوضحه )
(ب) كيف ارتبط عنوان " قصة نظرة " بما انتهت إليه أحداثها ؟
(ج) اتسمت هذه القصة القصيرة بعدة سمات . اذكرها ،ووضح ما تدل عليه كلمة (ستي) .
( 4 )
{ وراقبتها في عجب وهى تنشب قدميها العاريتين كمخالب الكتكوت في الأرض وتهتز وهى تتحرك ، ثم تنظر هنا وهناك بالفتحات الصغيرة الداكنة السوداء في وجهها ،وتخطو خطوات ثابتة قليلة ،وقد تتمايل بعض الشىء ولكنها سرعان ما تستأنف المضى } .
(أ) - تخير الإجابة الصحيحة مما بين الأقواس فيما يلى :
-" تنسب " معناها : (تطأ – تشبيت – تحرك – تضرب )
-" تستأنف " مضادها : ( تعدل – ترجع – تتوقف – تتقهقر )
-" كمخالب الكتكوت " تشبيه يراد منه : (الاهتزاز – الضعف – الرخاوة – التألم )
(ب) - رسم الكاتب في الفقرة السابقة صورة للطفلة في أثناء عبورها الطريق – عبر عنها بأسلوبك
(ج) - من سمات القصة القصيرة " التكثيف " وضحه من خلال هذه القصة .
(د) - ارتبط عنوان القصة " نظرة " بالجو العام ، وانسجم مع وحدة الانطباع التى يقصدها الكاتب . وضح ذلك .
( 5 )
{ واستأنَفتْ سيرَها على الجانبِ الآخَرِ، وقبلَ أن تختفِىَ شاهَدْتُها تتوقَّفُ ولا تتحرَّكُ. وكادَتْ عربةٌ تدْهَمُنِى وأنَا أُسْرِعُ لإنقاذِها. وحينَ وصلْتُ كانَ كلُّ شيء علَى ما يُرامُ و الحوض و الصينية على أتم اعتدال ... أمَّا هيَ فكانَتْ واقِفَةً في ثباتٍ تتفَرَّجُ ووَجْهُها المُنكمِشُ الأسمَرُ يتابعُ كرَةً منَ المَطَّاطِ يتقاذَفُها أطفالٌ في مثلِ حَجْمِها ، وأكبَرَ منها ، وهُمْ يُهَلِّلونَ ويَصْرُخونَ ويَضْحَكُونَ} .
(أ) - فى ضوء فهمك للفقرة اختر مما بين القوسين لما يلى :
- (استأنفت) مرادفها : [ استكبرت – ابتدأت - اشتهت]
- (اعتدال) مقابلها : [ انجراف – انحلال - انحناء]
(ب) - لم يجعل الكاتب حياة الطفلة خالية من الأمل رغم معاناتها . وضح ذلك من خلال مناقشتك لأفكار الفقرة
(ج) - هل ترى أن شخصية الراوى فى هذه القصة قد طغت على بنائها ؟ ناقش مبينا وجهة النظر الصحيحة
(د) - استخرج من الفقرة تشبيها مبينا قيمته الفنية
- (كادت تدهمنى) ،( كانت تدهمنى) أى التعبيرين أفضل ؟ ولماذا ؟