قصة الأيام السيرة الذاتية طه حسين
التعريف بطه حسين
عميد الأدب العربي أديب ومفكر _ وإن كانت آراؤه محل جدال كبير _ .
*ولد طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر سنة 1889 في عزبة الكيلو التي تقع على مسافة كيلومتر من مغاغة بمحافظة المنيا بالصعيد الأوسط. وكان والده موظفًا صغيرًا في شركة السكر ، أنجب ثلاثة عشر ولدًا ، سابعهم طه حسين.
* كُفَّ بصره وهو طفل صغير نتيجة الفقر والجهل المنتشر في المجتمع من حوله فلقد أصيب بالرمد فعالجه الحلاق علاجاً ذهب بعينيه ، ولكنه كافح كف البصر فأخذ العلم بأُذُنَيْه لا بأصابعه فقهر عاهته قهرا ، وحفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره قبل أن يغادر قريته إلى الأزهر طلبًا للعلم ، وتمرّد على طرق التدريس بالأزهر وعلى شيوخه , فانتهى به الأمر إلى الطرد منه 1908 م .
*التحق بالجامعة المصرية الوليدة - جامعة القاهرة - التي حصل منها على درجة الدكتوراه الأولى له في الآداب سنة 1914 عن أديبه المفضّل أبي العلاء المعري برسالة موضوعها: " تجديد ذكرى أبي العلاء " .
* ثم سافر إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه وعاد منها سنة 1919 بعد أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون , فعمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني حتى سنة 1925 ، حيث تم تعيينه أستاذًا في قسم اللغة العربية مع تحول الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية. وما لبث أن أصدر كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي أحدث عواصف من ردود الفعل المعارضة لآرائه التي اعتبرها البعض آراء فاسدة مدفوعة بأغراض غربية .
* ترقى في مناصبه سريعاً حتى أصبح عميدًا لكلية الآداب سنة 1930 م ، ولكنه حين رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932 م تعرّض إلى الطرد من الجامعة التي لم يعد إليها إلا بعد سقوط حكومة صدقي باشا .
*عُيّن وزيرًا للمعارف في الوزارة الوفدية سنة 1950 م , وجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره الأثير (التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن) .
* ثم أصبح بعد ذلك عام 1963 م رئيسًا للمجمع اللغوي و نال تقدير الدولة فأهديت إليه في عهد الثورة قلادة النيل وهي أرفع الأوسمة المصرية و لا تمنح تلك القلادة إلاّ لرؤساء الدول و الملوك .
*و من مؤلفاته : (حديث الأربعاء - مرآة الإسلام - الوعد الحق - مع المتنبي - الشيخان - على هامش السيرة - دعاء الكروان - حافظ وشوقي) وغيرها.
* توفي في 26 أكتوبر سنة 1973.
التعريف بالكِتاب
*الأيام أول سيرة ذاتية جادة سبَّاقة في واقعيتها وصفاء لغتها ، وقد كتبها طه حسين عن نفسه عام 1926 م ؛ ليعطينا فيها صورة صادقة عن حياة الصبا القاسية التي قاوم صعوباتها ومشقاتها مثلما قاوم العمى والجهل ، وتعد الأيام أول كُتُب السيرة الذاتية في الوطن العربي .
* يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء
الجزء الأول يتحدث فيه طه حسين عن طفولته بما تحمل من معاناة ، ويحدثنا عن الجهل المطبق على الريف المصري وما فيه من عادات حسنة وسيئة في ذلك الوقت .
الجزء الثاني يتحدث عن المرحلة التي امتدت بين دخوله الأزهر وتمرده المستمر على مناهج الأزهر وشيوخه ونقده الدائم لهم وحتى التحاقه بالجامعة الأهلية.
الجزء الثالث يتحدث فيه عن الدراسة في الجامعة الأهلية ، ثم سفره إلى فرنسا وحصوله على الدكتوراه ثم العودة إلى مصر أستاذاً في الجامعة .
مقدمة
*السيرة الذاتية : أن يكتب فيها الإنسان قصة حياته بحلوها ومرها عن طريق سرد أهم الذكريات التي تعلق بذهنه بشرط أن يكون صادقاً في عرض دقائق الحقائق .
*و أشهر ما كُتِبَ من سِيَر ذاتية :كتب توفيق الحكيم سيرته الذاتية في كتابيه "زهرة العمر" و "سجن العمر" وعباس محمود العقاد في كتابيه " أنا " و"حياة قلم " ، وهناك كتاب " حياتي " لأحمد أمين .
*أملى طه حسين ذكريات الصبا ؛ ليتخلص بإملائه من بعض الهموم الثقال والخواطر المحزنة التي كثيرا ما تعتري (تصيب) الناس بين حين وحين.
*و مذاهب الناس في التخلُّص من الهموم و الأحزان كثيرة : منهم من يتسلى عنها بالقراءة - ومنهم من يتسلى عنها بالرياضة - ومنهم من يذهب غير هذه المذاهب كلها لينسى نفسه ويفر من حياته الحاضرة وما تثقله به من الأعباء.
أسئلة على المقدمة
س1: ماذا طلبت مجلة الهلال من طه حسين ؟
جـ : طلبت مجلة الهلال مجموعة من أحاديثه عن حياته وألحَّت في الطلب .
س2 : ما رأي الأصدقاء فيما كتب طه حسين ؟ وما نتيجة هذا الرأي ؟
جـ : قال له البعض أن ما كتبه لا يصلح للنشر و يجب ألا يلقي إليه بالا. - نتيجة هذا الرأي : اعتذر للهلال عن تقديمه ، ولكنها ألحت عليه , فدفع إليها هذا الكلام على كُره منه .
س3 : ما رد الفعل الذي وجده طه حسين بعد نشر هذه الذكريات في مجلة الهلال ؟
جـ : رضي عنه بعض الناس ثم جمعه بعض الأصدقاء في سفر (كتاب) واحد .
س4 : إلى من يُهدي طه حسين هذا الكتاب ؟ وماذا سيجدون فيه ؟
جـ : يهديه إلى أصدقائه المكفوفين . - سيجدون فيه حياة صديق لهم في أيام الصبا تأثر بمحنتهم هذه قليلا قليلا حين عرفها ، وهو لم يعرفها إلاّ شيئًا فشيئًا حين لاحظ ما بينه وبين إخوته من فرق في تصوّر الأشياء وممارستها .
س5 : ما الذي كان يؤذي طه حسين بشدة ؟
1 - نظرات الرحمة والإشفاق من الأهل .
2 - أحاسيس السخرية و الازدراء (الاحتقار) من بعض الناس .
س6 : كان طه حسين يعيش ظلامين . وضح .
جـ : ظلام الرؤية ، وظلام الجهل الذي كان منتشراً .
س7 :ما الذي يتمناه طه حسين لأصدقائه المكفوفين ؟
1 - أن يجدوا في الكتاب تسلية لهم عن أثقال الحياة .
2 - وأن يجدوا فيه بعد ذلك تشجيعا لهم على أن يستقبلوا الحياة مبتسمين لها .
3 - وأن يتغلبوا على ما يعترضهم من المصاعب وما يقوم في سبيلهم من العقبات بالصبر والجهد وحسن الاحتمال وبالأمل المتصل والرجاء الباسم..
س 8: بماذا ينصح طه حسين الإنسان ؟
1 - بأن يلقى حياته باسمًا لها لا عابسًا , وجادًّا فيها لا لاعبًا.
2 - وأن يحمل نصيبه من أثقالها ويؤدي نصيبه من واجباتها.
3 - وأن يحب للناس مثلما يحب لنفسه ويؤْثِر الناس بما يؤثر به نفسه من الخير .
الجزء الأول
من
قصة الأيام
الفصـل الأول
(خيالات الطفولة)
* يتحدث الكاتب عن أول ما علق في ذهنه من ذكريات الطفولة ، فيقول : إن أول يوم يتذكره ملامحه مجهولة ، لا يتأكد من تحديد وقته ولكنه يرجح أنه كان في فجر ذلك اليوم أو في عشائه ؛ لأن : هواءه كان بارداً - ونوره هادئاً خفيفاً - وحركة الناس فيه قليلة .
* ويتذكر الصبي أسوار القصب التي لم يكن يقدر أن يتخطاها ويحسد الأرانب التي كانت تقدر على ذلك في سهولة .
* كما كان يذكر صوت الشاعر بأناشيده العذبة الجميلة ، وأخباره الغريبة والتي كانت أخته تقطع عليه استمتاعه بها عندما كانت تأخذه بقوة وتدخله البيت ؛ لينام بعد أن تضع له أمه سائلاً في عينيه يؤذيه ولكنه يتحمل الألم ولا يشكو ولا يبكى ثم تنيمه أخته على حصير وتلقى عليه لحافاً وهو لا يستطيع النوم ؛ خوفاً من الأوهام والتخيلات التي كان يتصورها من الأشباح والعفاريت التي لا يقدر على إبعادها عنه إلا لو لفّ جسمه ورأسه باللحاف .
* ويستيقظ من نومه المضطرب على أصوات النساء يعدن وقد ملأن جرارهن من القناة وهن يتغنين (الله ياليل الله....) ، فيعرف أن الفجر قد بزغ فتعود الضوضاء إلى المنزل ويصبح هو عفريتاً أشد حركة ونشاطاً مع إخوته .
أسئلة و أجوبة شاملة لأحداث الفصل
س1 : ما اليوم الذي لا يتذكره طه حسين بدقة ؟
جـ : أول يوم له خارج البيت انطبع في ذاكرته من ذكريات الطفولة و الحياة.
س2: متى كان يخرج الصبي (طه) من بيته ؟ وما الأدلة التى ساقها ليرجح بها ظنه ؟
جـ : وقت خروج الصبي من بيته على أكبر ظنه فجراً أو عشاءً .
- الأدلة التي ساقها على ذلك : - هواء ذلك اليوم كان بارداً - نوره كان هادئاً خفيفاً لطيفاً - لم يشعر الصبي من حوله حركة يقظة قوية .
س3 : ما الذي كان يتذكَّره الصبي في طفولته ؟
جـ : كان يتذكَّر :
1 - أسوار القصب العالية التي لم يكن يستطيع أن يتخطاها .
2 - الأرانب التي كانت تخرج من الدار وتتخطى السياج بسهولة يحسدها عليها .
س4 : متى كان الصبي يفضل الخروج من الدار ؟
جـ : عندما تغرب الشمس ويتعشى الناس .
س5 : ما الذي كان يشد انتباه الصبي عند خروجه من الدار ويجعله مستمتعاً ؟
جـ : الذي كان يشد انتباه الصبي : صوت الشاعر الذي ينشد الناس في نغمة عذبة أخبار أبى زيد الهلالي وخليفة ودياب .
س6 : ما الذي كان يخشاه الصبي عند خروجه ليلاً لسماع الشاعر ؟
جـ : نداء أخته له للنوم ، ثم حمله ووضع القطرة في عينيه .
س7 : لماذا كان الصبي لا يشكو ولا يبكى مع أنه يتألم ؟
جـ : لأنه كان يكره أن يكون كأخته الصغيرة بكّاء شكّاء (كثير البكاء والشكوى) .
س8 : لماذا كان الصبي يخاف أن ينام مكشوف الوجه ؟
جـ : خوفاً من أن يعبث به عفريت من العفاريت الكثيرة التي كانت تحيط بالبيت وتملأ أرجاءه ونواحيه .
س9 : ما المخاوف التي كانت تحيط بالطفل ليلاً ؟
جـ : كانت هذه المخاوف خيالات العفاريت التي يتخيلها أشخاصاً أمامه قد تؤذيه ، أو أصوات الديكة التي كانت في الغالب حقيقة أو بعضها التي كان يتخيلها عفاريت مشكلة بأشكال الديكة .
س10 : ما السبيل الذي اتخذه الصبي للخلاص من مخاوفه التي تحيط به ليلاً؟
جـ : السبيل أن يلتف في لحافه من الرأس إلى القدم دون أن يدع بينه وبين الهواء منفذاً أو ثغرة .
س11 : كيف كان الصبي يدرك بزوغ (ظهور) الفجر ؟
جـ : عندما يسمع أصوات النساء يغنين (الله يا ليل الله....) ، وهن عائدات إلى بيوتهن وقد ملأن جرارهن بالمياه من القناة (الترعة) .
س12: ما الذي يحدث عند استيقاظ الشيخ (والد الصبي) ؟
جـ : تنتهي الضوضاء و يختفي الضجيج والصياح والغناء وتهدأ الحركة ، حتى يتوضأ الشيخ ويصلي ويقرأ وِرْده ويشرب قهوته ويمضي إلى عمله .
اللغويــات :
- يرجِّح: يؤيد - تغشى : تغطي - يأنس : المراد يحس
- حواشيه : جوانبه ، أطرافه م حاشية - يعتمد : يستند
- ينْسَلَّ من المكان: يخرج منه خُفْيَة - يتمارون : يتجادلون
- ثناياه : داخله ، منعطفاته م ثنية - تعـدو : تجري ، تنطلق
- يستخفهم : يهزهم ، يثيرهم - تعمد : تقصد
- يجدي : ينفع ويفيد - تَذَره : تتركه ، تدعه
- لغطهم : ضجتهم ، جَلَبتهم ج أْلغاط - أوت : ذهبت ، اختفت
- السياج : السور ، ما يحاط بالحديقة من حائط أو شوك ج أسياج ، أَسْوِجَة، سُوج مادتها [س ي ج] - يحفل : يهتم ، يبالي
- الغطيط : صوت النائم (الشخير) - كهفها : أي مكان غروبها
- تعمر أقطار البيت : تملأ نواحيه - أرجاءه : جوانبه م رجا
- أوت إلى كهفها : أي غربت - السُرُج: المصابيح م سِراج
- العجيج : الصياح ورفع الصوت - دعاؤه : نداؤه ج أدعية
- تخفت : تسكن وتضعف وتهـدأ - يهابها : يخافها ، يخشاها
- ينقصم : يتحطم وينكسر - الأوجال : المخاوف
- بـزغ : ظهـر ، لاح - استحال : تحوَّل × ثبت
- الثُمامة : عشب من الفصيلة النجيلية ج الثمام
- بكَّاء شكَّاء : صيغة مبالغة بمعنى : كثير البكاء والشكوى
- المرجل : القدر وأزيزه صوته ج مراجل - يدع : يترك
- السَّحَر : آخرُ الليل قبيل الفجر ج أسحَار .
- الوِرْد : جزء من القرآن أو الذكر يتلوه المسلم ج أوراد
- انسابت : جرت وجالـت وتحركت .
اسئلة و تدريبات
( 1 )
" حينئذ تخفت الأصوات وتهدأ الحركة , حتى يتوضأ الشيخ ويصلي ، ويقرأ ورده ويشرب قهوته ، ويمضي إلى عمله . فإذا أغلق الباب من دونه نهضت الجماعة كلها من الفراش , و انسابت في البيت صائحة لاعبة حتى تختلط بما في البيت من طير وماشية " .
( أ ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يأتي :
1 - مضاد :" انسابت " هو : (سكنت - فرحت - سكتت - خرجت)
2 - جمع : " الفراش " هو : (مفروشات - فرانش - قرش - مفارش)
3 - كانت العاطفة المسيطرة علي من في الدار أثناء وجود الوالد هي :
(الإعجاب - الخوف - الفرح - الاطمئنان)
(ب) - لماذا كان الصبي يشعر بحزن عند الخروج إلي السياح ليلاً ؟ وعلامَ يدل ذلك من ملامح شخصيته ؟
(جـ) - صف ما كان يحدث للصبي عند عودته من السياج . و ما رأيك في ذلك ؟
( 2 )
" وكان كثيرا ما يستيقظ فيسمع تجاوب الديكة وتصايح الدجاج , ويجتهد في أن يميز بين هذه الأصوات المختلفة . فأما بعضها فكانت أصوات ديكة حقا , وأما بعضها الآخر فكانت أصوات عفاريت تتشكل بأشكال الديكة وتقلدها عبثًا و كيدًا " .
( أ ) - اختر الإجابة الصحيحة من بين القوسين :
1 - بين (تجاوب - تصايح) : [ترادف - تنويع - تفسير - تضاد] .
2 - مقابل (عبثاً) : [جَدًّا - عزماً - شجاعة - إقداماً] .
3 - مرادف (كيداً) : [خوفاً - ظلماً - مكراً - جبناً] .
(ب) - تعددت الأصوات التي كان يسمعها الصبي وتنوعت مصادرها . وضح .
(جـ) - لماذا كان الطفل يكره أن ينام مكشوف الوجه ؟
( 3 )
" ثم يذكر أنه كان يحب الخروج من الدار إذا غربت الشمس وتعشى الناس ، فيعتمد على قصب هذا السياج مفكرًا مغرقًا في التفكير ، حتى يرده إلى ما حوله صوت الشاعر قد جلس على مسافة من شماله والتف حوله الناس " .
( أ ) - فى ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها أجب :
- مرادف " يعتمد " : ( يستند - يستعين - يقصد - يتجه ) .
- جمع " سياج " : ( أسوجة - سُوج - كلاهما صواب - أسيجات ) .
- مضاد " التف " : ( انفك - تفرق - انصرف - الأولى والثانية ) .
(ب) - كيف كان الطفل يستدل على بزوغ الفجر ؟
(جـ) - ما الذكريات التى ارتبطت فى مخيلة الصبى بالسياج ؟
(د) - لمَ كان الصبى يحسد الأرانب ؟ وممَ كان يخاف ليلا ؟
الفصل الثاني
(ذاكرة الصبي)
* كان مفهوم الصبي عن القناة (الترعة التي في قريته) في ذهنه عالماً مستقلاً عن العالم الذي يعيشه ،تعمرها كائنات غريبة من التماسيح التي تبتلع الناس ، وفيها المسحورون الذين سحرهم الجن في خيال أهل الريف وفيها أسماك ضخمة تبتلع الأطفال وقد يجد فيها بعضهم (خاتم سليمان) عندما يديره بإصبعه يحقق له خادماه من الجن كل ما يتمناه .
* كم تمنى الصبي أن تلتهمه سمكة من هذه الأسماك فيجد في بطنها هذا الخاتم الذي كان في حاجة شديدة إليه لكن كانت هناك أهوال كثيرة تحيط به قبل أن يصل إلى هذه السمكة .
ولكن حقيقة هذه القناة التي لم يكن بينها وبينه إلا خطوات أن عرضها ضئيل يمكن أن يقفزه شاب نشيط ويمكن أن يبلغ الماء إبطي الإنسان وأنه ينقطع عن القناة من حين لآخر بحيث تصبح حفرة مستطيلة يبحث الأطفال في أرضها اللينة عن صغار السمك الذي مات لانقطاع الماء .
* كانت هناك أخطار حقيقية حول هذه القناة يشهدها الصبي ، فعن يمينه جماعة (العدويين) الأشرار وعن شماله (سعيد الأعرابي وامرأته " كوابس") القتلة . أخذ الصبي يتذكر أحداث طفولته عن السياج والمزرعة والقناة و العدويين و(سعيداً وكوابس) يتذكر كل ذلك عندما عبر القناة على كتف أحد إخوته وأكل من شجر التوت كما أكل التفاح وقطف له النعناع والريحان .
أسئلة و أجوبة شاملة لأحداث الفصل
س1 : كيف تخيّل الصبي صورة القناة (الترعة) في طفولته ؟
جـ : هي - في خياله الطفولي- عالم آخر تملؤه كائنات غريبة منها التماسيح التي تبتلع الناس ، والمسحورون الذين سحرهم الجن ، والأسماك الضخمة التي تبتلع الأطفال .
س2 : متى و كيف أدرك الصبي حقيقة القناة فيما بعد ؟
جـ : عندما عبر القناة على كتف أحد إخوته وأكل من شجر التوت كما أكل التفاح وقطف له النعناع والريحان .
و أدرك حقيقتها أنها صغيرة يستطيع الإنسان أن يقفز من إحدى حافتيها إلى الأخرى ، وأنها مجرد حفرة مستطيلة يلعب فيها الصبيان ويبحثون في أرضها الرخوة عن صغار السمك الذي مات لانقطاع الماء عنها .
س3 : لماذا كان الصبي يتمنى أن ينزل القناة ؟
جـ : لتزدرده (تبتلعه) سمكة ضخمة ، فيجد في بطنها خاتم سليمان الذي سيحقق له كل ما كان يتمناه - كما كان يتمنى رؤية ما وراءها من الأعاجيب .
س4 : ما المخاطر التي كان يخشاها الصبي من شاطئ القناة ؟
جـ : كانت المخاطر تحيط بالقناة فعن يمينها جماعة (العدويين) وكلابهم وشرورهم . وعن شمالها (سعيد الأعرابي) المعروف بشره ومكره ، وحرصه على سفك الدماء ، وامرأته (كوابس) .
س5 : وصف الصبي حياته بأنها كانت ضيقة قصيرة محدودة . علل .
أو ما وجه الغرابة من تعجُّبه من ذاكرة الطفولة ؟
جـ : لأن ذاكرة الأطفال غريبة تتمثل بعض الأحداث واضحة ، كأن لم يمضِ بينها وبينه من الوقت شيء . ثم يُمَحى منها بعضها الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد .
- وجه الغرابة : أنه حين يستعرضها الإنسان تمثل له بعض الأحداث التي مرت به واضحة كأن لم يمض بينها وبينه وقت طويل ، ثم يمحى منها البعض الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد .
س6 : كيف تمكن الطفل أن يعبر القناة مرات ؟ وماذا فعل عندما عبرها ؟
جـ : تمكن الصبي من عبور القناة على كتف أحد إخوته ، وقد قام بأكل التوت من شجرات وراءها كما أكل التفاح وقُطِف له النعناع والريحان .
اللغويـات
- ضئيل : صغير ج ضِئال وضُؤَلاء - الرخوة : اللينة × الصلبة
- تعمره : تملؤه وتعيش فيه × تهجره - تُحْصَى : تُعَـد
- تزدرد : تبتلع ، تمص × تلفظ - طفوا : علوا وارتفعوا
- يتنسمون : يتشممون النسيم العليل - يسخِّر : يُذلل ، يُخضع
- يتختَّم : يلبس الخاتم - يبلو : يختبر ويجرب
- محفوفاً : محاطاً - تروعه : تخيفه ، تفزعه
- الأهوال : المخاوف المفزعة م هَول - استعراض : استعادة
- تختلف إلى الدار : تتردد عليها - تنبسط : تمتد وتتسع .
أسئلة و تدريبات
( 1 )
(ولكن ذاكرة الأطفال غريبة أو قُل : إن ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة فهي تتمثل بعض هذه الحوادث واضحاً جليًّا ، كأن لم يمض بينها وبينه من الوقت شيء ثم يمحى منها بعضها الآخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد) .
( أ ) - مرادف (استعراض) : ........ ، مضاد (جلياً) : ......... ،
والمراد بـ (يمحى) .............
(ب) - عبر الكاتب عن تعجبه من ذاكرة الطفولة ، فما وجه الغرابة فيها ؟
(جـ) - لماذا كان الكاتب في طفولته يتمنى نزول القناة ؟
(د) - ماذا تعرف عن كل من "العدويين" و"سعيد الأعرابي" ؟
(هـ) - أعرب ما فوق الخط .
( 2 )
لم يكن يرى عرض هذه القناة , ولم يكن يقدّر أن هذا العرض ضئيل, بحيث يستطيع الشاب النشيط أن يثب من إحدى الحافتين فيبلغ الأخرى , ولم يكن يقدِّر أن حياة الناس و الحيوان و النبات تتصل من وراء هذه القناة .
( أ ) تخير الإجابة الصحيحة لما بين القوسين :
- مرادف يقدر
يحسب ، يستوضح ، يتوقـــع)
- جمع الضئيل
ضئال ، الضؤلاء ، كلاهما خطأ )
- مقابل تتصل
تنقطع – تتوقف – تثبـــت ).
(ب) ما حقيقة القناة في عقل الصبي ؟
(جـ) كانت القناة في تخيل الصبي عالمًا مستقلا .. ـــ وضح ذلك
(د ) بم تفسر ؟
- كان الصبي مطمئنا إلى أن الدنيا تنتهي عن يمينه بهذه القناة .
- رغبة الصبي في الهبوط إلى القناة .
( هـ )ما ذكريات الصبي عن القناة ؟ وما حقيقتها؟
( و )ماذا تعرف عن ( العدويين و سعيد الأعرابي )