الهستيريا تشخيصها وعلاجها
الهستيريا تشخيصها وعلاجها
الهستيـريـا (بالإنجليزية: Hysteria)
تعريف الهستيريا : الهستيريا مرض نفسي عصابي تظهر فيه اضطرابات انفعالية مع خلل في أعصاب الحس و الحركة وهي عصاب تحولي تتحول فيه الانفعالات المزمنة إلى أعراض جسمية ليس لها أساس عضوي لغرض فيه مميزة للفـــرد أو هروبا من الصراع النفسي أو من القلق من موقف مؤلم بدون أن يدرك الدافع لذلك ، وعدم أدراك الدافع يميز مريض الهستيريا عن المتمارض الذي يظهر المرض لغرض محدد مفيد .
ـ وفي الهستيريا تصاب مناطق الجسم التي يتحكم فيها الجهـاز العصبي المركــزي ( ألأردي ) مثل الحواس وجهاز الحركة ، وهذا غير المرض النفسي الجسمي حيث تصاب الأعضاء التي تحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي ( اللاإرادي ) ويطلق البعض على الهستيريا اسم " الهستيريا التحويلية " أو "رد فعل التحويل " أي التي تعني تحويلا جسميا لأمور نفسية نظرا لأنها تعتمد على حيلة دفاعية نفسية أساسية هي التحويل حيث تحول الانفعـالات و الصراعـات إلي أعراض جسمية كحل رمزي للصراع .
_ الشخصية الهستيرية : تسمى شخصية مريض الهستيريا قبل المرض باسم "الشخصية الهستيرية" وهي شخصية الأطفـال .. ولو تأملت سلوك الشخص الهستيري لوجدته سلوك " طفل كبير"
ـ ومن سمات الشخصية الهستيرية :
العاطفية الزائدة ، و القابلية الشديدة للإيحاء ، و المسايرة ، وحب المجاملة و المواساة والانفعالي ، وتقلب المزاج ، وعدم النضج ، وعدم التحكم في الانفعالات ، والسذاجة ، وسطحية المشاعر ، وعدم النضج النفسـي الجنسـي .
وأيضا التمركز حول الذات ، والأنانية ، ولفت الأنظار ، واستدرار العطف ، والاعتزاز بالنفس وحب الظهور ، والاستعراض ، وفي بعض الأحيان الانبساط ، والاجتماعية ، وحب الاختلاط ، وعدم الاستقرار ، وأيضا الاعتماد على الآخرين ،والانقياد ، والشعور بالنقص .
المبالغة و التهويل والاستغراق في الخيال ، والسلوك يكون اقرب إلى التمثيل والاستعراض والتكلف والاندفـاع وعدم النضج .
الاعتماد على الكبت كدفاع أساسي ، والاستعداد لتكثيف الانفعالات وتحويلها إلى أعراض جسمية .
ومن أهم أسباب الهستيريا :
تلعب الوراثة دورا ضئيلاً لغاية ، وبينما تلعب البيئة الدور الأكبـر ، ويرجـع "بافلـوف" و محللي التفسيـر الفسيولوجي الهستيريا إلى ضعف قشرة المخ بسبب الاستعداد الوراثي ، وعادة ما يكون المريض الهستيـري ذا تكوين جسمي نحيف واهن .
ومن الأسباب النفسية : الصراع بين الغرائز و المعايير الاجتماعية ، و الصراع الشديد بين ألانا الأعلى بين الهو ( خاصة الدوافع الجنسية ) و التوفيق عن طريق العرض الهستيري ، و الإحباط وخيبة الأمل في تحقيق هدف أو مطلب ، و الفشل و الإخفاق في الحب ، و الزواج غير المرغوب فيه و الزواج الغير سعيد ، و الغيرة ، و الحرمان و نقص العطف و الانتباه وعدم الأمن ، والأنانية و التمركز حول الذات بشكل طفلي .
وعدم نضج الشخصية وعدم النضج الاجتماعي ، وعدم القدرة على رسم خط الحياة ، و أخطاء الرعاية الوالديـه مثل التدليل المفرط و الحماية الزائدة
كون أحد الوالدين شخصية هستيرية فيأخذ الطفل عنه ( اكتسابا ) سمات الشخصية الهستيرية .
ومن الأسباب المعجلة أو المباشرة فشل في حب أو صدمة عنيفة أو التعرض لحادث أو جرح أو حرق بليغ .. الخ
أهم أعراض الهستيريا :
الأعراض الحسية : العمى الهستيري ، الصمم الهستيري ، فقدان حاسة الشم ، فقدان حاسـة التذوق ، فقـدان الحساسية الجدلية في عضو أو في عدة أعضاء .
الأعراض العقلية : اضطراب الوعي ، الطفليه الهستيرية ( السلوك أو التكلم كالأطفال ) .
• الأعراض العامة :
المرض عند بداية المدرسة أو عند الامتحانات ، ردود الفعل السلوكية المبالغ فيها للمواقف المختلفة .
_ تشخيص الهستيريا :
يجب المفارقة بدقة بين الهستيريا والمرض العضوي ، وعلى الإخصائي التأكد من خلو من الأسباب العضوية للأعراض ، واستبعاد وجود مرض عضوي ، ونحن نعلم أن العرض الهستيري يختلف عن العرض العضوي في انه غير دقيق من الناحية التشريحية ، وقد يكون العرض الهستيري مجرد امتداد تاريخي لمرض عضوي سابق ، وعلى سبيل المثال يمكن المفارقة بين مريض الصرع الهستيري ومريض الصرع العضوي ، فنجد انه في حالة الصرع الهستيري يصاب المريض بالنوبة وسط الناس ويقع في مكان أمن بحيث لا يصاب وهو لا يتبول لا إراديا أثناء النوبة ولا يعض لسانه ولا تختفي الانعكاسات لديه ،
بينما في مريض الصرع العضوي الصرع العضوي نجده يقع في أي مكان ودائما نجد فيه إصابات وكسورا وجروحا وقد يتبول لا إرادي أثناء النوبة وقد يعض لسانه ونجد هناك اضطرابا في موجات المخ الكهربائية يوضحها برسم المخ الكهربائي .
وعلى العموم تمثل المؤشرات الآتية على حالة الهستيريا
_ حدوث المرض فجأة أو في صورة درامية .
_ نقص قلق المريض بخصوص مرضه وعدم مبالاته وهدوئه النفسي وهو يتحدث عن أعراض مرضه .
_ الضغط الانفعالي قبل المرض .
_ تغير الأعراض بالإيحاء .
_ اختلاف شدة الإعراض في فترة وجيزة .
_ عدم النضج الانفعالي في الشخصية قبل المرض .
_ نقص الارتباط بين الأعراض والناحية التشريحية للأعصاب الحسية و الحركية
علاج الهستيريا :
في بعض الحالات قد تكون الهستيريا وقتية و تشفى تلقائية خاصة إذا لم تحقق هدفها ، ويستحسن علاج مرض الهستيريا بالعيادة الخارجية و يحسن إبقاء المريض في مكان عمله .
ومن أهم علاج الهستيريا
العلاج النفسي : ويتناول تركيب الشخصية بهدف تطويرها ونموها ، وقد يستخدم الأخصائي التنويم الإيحائي لإزالة الأعراض ، ويلعب الإيحاء والإقناع دورا هاما هنا ، ويستخدم التحليل النفسي للكشف عن العوامل التي سببت ظهور الأعراض ، والدوافع اللاشعورية وراءها ومعرفة هدف المرض ، ويقوم المعالج بالشرح الوافي و التفسير الكافي للأسباب ومعنى الأعراض كذلك يفيد العلاج النفسي التدعيمي ومساعدة المريض على استعادة الثقة في نفسه وتعليمه طرق التوفيق النفسي السوي و العيش في واقع الحياة .
و يستخدم العلاج الجماعي خاصة مع الحالات المتشابهة ويجب أن يعمل المعالج باستمرار على إثارة تعاون المريض وتنمية بصيرته و مساعدته في أن يفهم نفسه ويحل مشكلاته و يحاربها بدلا من أن يهرب منها .
الإرشاد النفسي للوالدين والمرافقين كالزوج أو الزوجة ، وينصح بعدم تركيز العناية و الاهتمام بالمريض أثناء النوبات الهستيرية فقط لان ذلك يثبت النوبات لدى المريض لاعتقاده أنها هي التي تجذب الانتباه إليه .
العلاج الاجتماعي البيئي وتعديل الظروف البيئية المضطربة التي يعيش فيها المريض بما فيها من أخطاء وضغوط أو عقبات حتى تتحسن حالته .
العلاج الطبي للأعراض و يستخدم علاج التنبيه الكهربائي أو علاج الرجفة الكهربائية ، وفي بعض الأحيان يلجأ المعالج إلى استخدام الدواء النفسي الوهمي و يفيد فائدة كبيرة .