ماهي طريقة التفاؤل بالقرﺁن الكريم ؟ وما هي طريقة تفسير الاية بعد التفاؤل بالقرﺁن الكريم ؟
الجواب
الاستخارة والتفؤل بالقرآن الكريم لاتنحصر بطريقة معينة بل هناك اكثر من طريقة كما يظهر من الروايات ومن تلك الطرق ما نقلها العلامة المجلسي عن دعوات الخطيب المستغفري مسنداً عن النبـي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال : إذا أردت أن تتفأل بكتاب الله عز وجل فاقرأ سورة الإخلاص (ثلاث مرات) ثم صلّ علي النبـي وآله (ثلاثاً) ثم قل : اللهم إني تفألت بكتابك وتوكلت عليك فأرني من كتابك ما هو مكتوم من سرّك المكنون في غيبك ، ثم افتح الجامع ـ أي القرآن الكريم ـ وخذ الفأل من الخط الأول من الجانب الأول من غير أن تعذّ الأوراق والخطوط .
وقد نقل السيدعباس الحسينـي الكاشاني حفظه الله تعالي في كتابه (مصابيح الجنان) ص 760 أربع روايات مع طريقة الاستخارة يمكن المراجعة اليها .
اما تفسير الاية بعد التفاؤل فليس له طريقة خاصة بل تحتاج الي تطبيق مضمون الاية مع ما قصد التفؤل له ،مثلا : لو فرضنا ان الانسان اراد ان يقدم علي عمل ما ثم تفاءل بالقران فخرجت له ﺁية بشارة يتوكل علي الله ويعتبر ذلك مطابقا لما انشاء الله تعالي ، اما اذا خرجت الاية فيها وعيد وتحذير يحتاط بترك العمل اعتمادا علي الاية المباركة ، لانه لايترتب عليها حكم شرعي إلزامي ولايصح الاستناد إليها في ترتيب أحكام الزامية .
لكن من الافضل مراجعة من هم علي تماس مع القرﺁن وفهم للغته ونقصد بهم العلماء الذين بذلوا عمرهم في المعارف الدينية والعلوم القرﺁنية ، لانه – وللاسف الشديد – قد استغلت هذه القضية من قبل المحتالين والمشعوذين والنصابين الذي لاهم لهم الا التحايل علي الناس لابتزاز اموالهم وخداعهم ، والحال انهم لايفهمون من القرﺁن وﺁياته شيئا ما ، بل يرددون كلمات لامعنة لها وينطقون بالقرﺁن بطريقة ليس هي من لغة الجن ولا الانس لايملكون من العلم والمعرفة شيئا .
ولابأس بالاشارة الي مقطع من الدعاء الذي اورده السيد ابن طَاوُسٍ رِسَالَةُ الِاسْتِخَارَاتِ قَالَ ذَكَرَ الشَّيْخُ الْفَاضِلُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابٍ لَهُ فِي الْعَمَلِ مَا هَذَا لَفْظُهُ دُعَاءُ الِاسْتِخَارَةِ عَنِ الصَّادِقِ ع تَقُولُهُ بَعْدَ فَرَاغِكَ مِنْ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ تَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ أَقْوَاماً يَلْجَئُونَ إِلَي مَطَالِعِ النُّجُومِ لِأَوْقَاتِ حَرَكَاتِهِمْ وَ سُكُونِهِمْ وَ تَصَرُّفِهِمْ وَ عَقْدِهِمْ وَ خَلَقْتَنِي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ اللَّجَإِ إِلَيْهَا وَ مِنْ طَلَبِ الِاخْتِيَارَاتِ بِهَا وَ أَتَيَقَّنُ أَنَّكَ لَمْ تُطْلِعْ أَحَداً عَلَي غَيْبِكَ فِي مَوَاقِعِهَا وَ لَمْ تُسَهِّلْ لَهُ السَّبِيلَ إِلَي تَحْصِيلِ أَفَاعِيلِهَا وَ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَي نَقْلِهَا فِي مَدَارَاتِهَا فِي مَسِيرِهَا عَلَي السُّعُودِ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ إِلَي النُّحُوسِ وَ مِنَ النُّحُوسِ الشَّامِلَةِ وَ الْمُفْرَدَةِ إِلَي السُّعُودِ لِأَنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أَمُّ الْكِتَابِ وَ لِأَنَّهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَنْعَةٌ مِنْ صَنِيعِكَ وَ مَا أَسْعَدْتَ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَي مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ وَ اسْتَمَدَّ الِاخْتِيَارَ لِنَفْسِهِ وَ هُمْ أُولَئِكَ وَ لَا أَشْقَيْتَ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَي الْخَالِقِ الَّذِي أَنْتَ هُوَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَسْأَلُكَ بِمَا تَمْلِكُهُ وَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ أَنْتَ بِهِ مَلِيءٌ وَ عَنْهُ غَنِيٌّ وَ إِلَيْهِ غَيْرُ مُحْتَاجٍ وَ بِهِ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ مِنَ الْخِيَرَةِ الْجَامِعَةِ لِلسَّلَامَةِ وَ الْعَافِيَةِ وَ الْغَنِيمَةِ لِعَبْدِكَ إِلَي آخِرِ الدُّعَاءِ.( بحارالأنوار:55 /778 )