ماذا تعرف عن سلطان البهرة؟..
سلطان البهرة مفضل سيف الدين
لبهرة لفظ هندى قديم بمعنى "التاجر" ماليزيا ونيروبى ودار السلام وزنجبار وقد انقسمت إلى فرقتين الداوودية، نسبة إلى قطب شاه داوود ـ وينتشرون فى الهند، وباكستان، منذ القرن العاشر الهجرى، والسليمانية: نسبة إلى سليمان بن حسن، وهؤلاء مركزهم فى اليمن حتى الآن، ويقول المؤرخون إنهم استوطنوا اليمن ومصر والهند وباكستان.
تزعم الدعوة التى ينشرونها أن ''الإسلام سبع دعائم وهى الولاية والشهادة والصلاة والصوم والحج والجهاد والصدقة''، ويزعمون أن هناك نبى الله البرهانى يعيش فى دبى، وورد ذكره فى القرآن حين قال الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبينا"، بالإضافة إلى أنهم لا يفضلون الصلاة فى مساجد المسلمين وأن يكون هناك بينهم ساتر فاصل بين مصلى البهرة والمصليين المسلمين الآخرين.
عدد أتباع طائفة البهرة حول العالم يُقدّر بمليون شخص غالبيتهم فى اليمن والهند، وأعداد تلك الطائفة فى مصر يُقدّرها البعض بـ 10 آلاف، ويتزايد عددهم منذ عهد الرئيس السادات وعلى مدار أكثر من 40 عاماً مضت، وسُمح لهم بالتملك داخل مصر وإقامة فنادق خاصة بهم وترميم مساجد إسلامية تابعة لعصر الدولة الفاطمية مثل مسجد الحاكم بأمر الله بشارع المعز لدين الله الفاطمى.
جاءت طائفة البهرة إلى مصر فى أواخر السبعينيات فى عهد الرئيس السادات وبدأت فى الازدياد فى فترة الثمانينيات.
وقد اتجه البهرة فور وصولهم لمصر إلى القاهرة الفاطمية، وأقاموا فيها وبدأوا رحلة البحث عن مراقد وآثار الفاطميين والعمل على بعثها وتجديدها.
وكان من أشهر الآثار الفاطمية التى قام البهرة بتجديدها فى مصر مسجد الحاكم بأمر الله المسمى بالجامع الأنور الملاصق لسور القاهرة من الجهة الشمالية بجوار بوابة الفتوح، وهو من أضخم مساجد القاهرة، وقد استخدمه صلاح الدين الأيوبى ومَن بعده من ملوك الأيوبيين بعد أن تم إغلاق الجامع الأزهر، ولا تقتصر مهمّة البهرة فى مصر على آثار الفاطميين وحدهم بل امتدّت لتشمل مراقد آل البيت، فقاموا بتجديد مرقد السيدة زينب بالقاهرة ومقصورتها، كما جدّدوا مقصورة الحسين.
وتُقيم طائفة البهرة شعائرها علناً فى مسجد الحاكم بأمر الله، ويفصل بينهم وبين أهل السنة فى هذا المسجد ستائر أثناء الصلاة، فكل له صلاته التى تختلف عن الآخر.
ويسير البهرة فى شكل جماعات بشوارع القاهرة وترتدى نسوتهم زيّاً يختلف عن المصريين وكذلك رجالهم ممن يرتدون الجلباب القصير والبنطلون والطاقية البيضاء المزركشة، وهم لم يكتفوا بمجرّد الإقامة فى مصر وبجوار القاهرة القديمة بل اتجهوا إلى أقامه المشاريع التجارية داخل مصر وأقامه مصانع بمدينه 6 أكتوبر، وبعضهم اشتروا بيوتاً ومحلات تجارية فى الشارع القديم الذى يشق قلب القاهرة القديمة والمسمى بشارع المعز لدين الله الفاطمى.
وتعود نشأة تلك الطائفة إلى عام 548 هجرية حيث حدث انقسام بين أولاد الحاكم من المستعلية والنزارية وانقسمت المستعلية إلى البهرة والأفغانية وخرجوا جميعاً من مصر عقب مجىء صلاح الدين الأيوبى الذى أنهى الوجود الشيعى فى مصر إلا أن الرئيس السادات سمح لهم بالعودة إلى مصر وتجديد مسجد الحاكم بأمر الله لما كان يربط السادات من علاقات طيبة بشاه إيران.
ويعتنق البهرة المذهب الإسماعيلى وفى عبادتهم وشعائرهم لا يختلفون عن الإمامية فى شىء سوى الاعتراف بستة من الأئمة الاثنى عشر فقط، من الإمام على حتى جعفر الصادق ويأخذون بقية أئمتهم من سلالة إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق، ولأجل ذلك سُمّيت الطائفة بالشيعة الإسماعيلية تميّزاً لها عن الشيعة الإمامية التى تعتقد بوصيّة جعفر لابنه موسى الكاظم.
بعد سقوط الدولة الفاطمية فى مصر ظهرت الإسماعيلية الشرقية النازارية التى انقسمت إلى الأغاخان، والبهرة التى تعمل بالتجارة وينتشرون فى مدارس بالهند وكراتشى فى باكستان وذهب عدد منهم إلى اليمن نهاية القرن الرابع، وهى فئة أكثر تديّناً من الأغاخانية فهم يُواظبون على الصلاة والصيام ويرتبطون ارتباطاً وثيقاً بمصر كونهم فاطميين حكموا البلاد لثلاثة قرون.
طائفة البهرة فى مصر والعالم تعتبر المعز لدين الله الفاطمى مقدّسا وهى فئة باطنية يقولون ما لا يفعلون، فالقول عندهم شىء والفعل شىء آخر، ومؤلفاتهم سرية غير متاحة للجمهور وكل فكر باطنى يحتوى على كتب بها إشارات ورموز مثل كتب السحر لا يُفهم منها شىء سوى أبناء الطائفة.
وسلاطين البهرة هم النواب ورتبهم الدينية هى رتبة الداعى المطلق، واشتُهروا بالسلاطين فى اليمن والهند، وهم دون الأئمة رتبة، والعصمة للإمام ومن ينوب عنه من الدعاة حتى لا يخرج عن المذهب.