القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، هى المنطقة التى يتفرع فيها النيل لفرعية (رشيد و دمياط)و تستمد اسمها من "قناطر محمد علي" التى تتحكم فى تتدفق المياه للثلاث رياحات الرئيسية فى دلتا النيل (المنوفى، التوفيقى ،البحيري) و تتميز بمساحات كبيرة جدا من الحدائق والمتنزهات ولكنها مهملة الأن وتعتبر واحد من اهم المعابر لوسط الدلتا وهى تبعد فى حدود 20 كم من القاهرة.
كانت اراضي الوجه البحري الى اوائل القرن الماضي تروي بطريق الحياض كرى الوجه القبلي، فلا يزرع فيها الا الشتوي، ولا يزرع الصيفي الا على شواطئ النيل او الترع القليلة المشتقة منه، وقد اخذ محمد علي في تغيير هذا النظام تدريجيا، اذ اخذ في شق الترع وتطهيرها واقامة الجسور على شاطئ النيل ليضمن توفير مياه الري في معظم السنة، وصارت الترع تروي الاراضي في غير اوقات الفيضان جهد المستطاع، ولا سيما بعد اقامة القناطر عليها.
وقد توج محمد علي اعمال الري التي اقامتها بانشاء القناطر الخيرية ، واسمها يغني عن التعريف، فانها قوام نظام الري الصيفي في الوجه البحري، وهي وان كانت اخر اعماله في الري الا انها اعظمها نفعا واجلها شانها وابقاها على الدهر اثرا.
وقد فكر فيها بعد ما شاهد بنفسه فوائد القناطر التي انشاها على الترع المتقدم ذكرها، وراى ان كميات عظيمة من مياه الفيضان تضيع هدرا في البحر، ثم تفتقر الاراضي الى مياه البري في خلال السنة فلا تجد كفايتها منها، فاعتزم ضبط مياه النيل للانتفاع بها زمن التحاريق ولاحياء الزراعة الصيفية في الدلتا، وذلك بانشاء قناطر كبرى في نقطة انفراج فرعي النيل المعروفة ببطن البقرة.
عهد محمد علي بدراسة هذا المشروع الى جماعة من كبار المهندسين، منهم المسيو لينان دي بلفون (لينان باشا) كبير مهندسيه، فوضع له تصميما وشرع في العمل وفقا لهذا التصميم سنة 1834، ثم ترك لوقت اخر، وعندما اعتزم محمد علي استئناف العمل استرشد بمهندس فرنسي آخر وهو المسيو موجيل بك اذ اعجبته منه مقدرته الهندسية في انشاء حوض السفن بميناء الاسكندرية ، فعهد اليه وضع تصميم اقامة القناطر الخيرية، فقدم مشروعا يختلف عن تصميم المسيو لينان.
فالمسيو لينان كان يرى انشاء القناطر على الارض اليابسة بعيدا عن المجرى الاصلي للفرعين، واختار لذلك قطعتين بين ملتويين من ملتويات فرعي النيل حتى اذا تم انشاؤها حول الفرعين اليها بحفر مجريين جديدين، ولكن مشروع موجيل بك يقتضي اقامة القناطر مباشرة في حوض النهر.
ويتالف المشروع من قنطرتين كبيرتين على فرعي النيل يوصل بينهما برصيف كبير، وشق ترع ثلاثة كبرى تتفرع عن النيل فيما وراء القناطر لتغذية الدلتا، وهي الرياحات الثلاثة المعروفة برياح المنوفية ورياح البحيرة ورياح الشرقية الذي عرف بالتوفيقي لانه انشئ في عهد الخديوي توفيق باشا.
وقد شرع في العمل على قاعدة تصميم موجيل بك وبمعاونة مصطفى بهجت باشا ومظهر باشا المهندسين الكبيرين المتخرجين من البعثات العلمية.
ووضع محمد علي الحجر الاساسي للقناطر الخيرية في احتفال فخم يوم الجمعة 23 ربيع الثاني سنة 1263 (سنة 1847)، وكانت مدة حكمة الى ذلك العهد 43 سنة، ولكن العمل كان قد بدا قبل ذلك، واستمر العمل في انفاذ المشروع، ثم اعتراه البطئ والتراخي لما اصاب همة الحكومة من الفتور في اخريات ايام محمد علي، ثم توقف العمل بعد وفاته اثناء ولاية عباس الاول بحجة ان حالة الخزانة لا تسمح ببذل النفقات الطائلة التي يتكلفها انفاذ المشروع، وارتأى عباس توفيرا للنفقات ان تؤخذ الاحجار اللازمة للبناء من الهرم الكبير، ولكن المسيو لينان اقنعه بخطا هذا الراي بفكرة ان اقتلاع الاحجار من الهرم يقتضي من النفقات ما يزيد عن نفقات اقتلاعها من المحاجر، وقد تم بناء القناطر وانشئ رياح المنوفية في عهد سعيد باشا.
ويقول المسيو شيلو : " ان مشروع القناطر الخيرية كان يعد في ذلك العهد انه اكبر اعمال الري في العالم قاطبة، لان فن بناء القناطر على الانهار لم يكن بلغ من التقدم ما بلغه اليوم، فاقامة القناطر الخيرية بوضعها وضخامتها كان يعد اقداما يداخله شي من المجازفة".
وقال المسيو بارو: "ان هذه اول مرة اقيمت فيها قناطر كبرى من هذا النوع على نهر كبير".
وقد ظهر خل في بعض العيون في عهد اسماعيل سنة 1867 فاصلح الخلل طبقا لاراء موجيل بك (وكان قد غادر مصر الى فرنسا) وبهجت باشا ومظهر باشا، ثم اصلح بناء القناطر ثانية في العصر الحديث لتقويتها، وتمت اعمال الاصلاح والتقوية في سنة 1891 حتى بلغت شانها الحالي، ورجعت الحكومة الى راي موجيل بك في هذا الاصلاح، وجاء مصر وكان قد بلغ الخامسة والسبعين من سنه، فعينته الحكومة مهندسا مستشار للقناطر، فتم الاصلاح وفقا لرايه، وبذلك تسنى لهذا المهندس الكبير ان يكون على يده انشاء القناطر من ابتداء العمل فيها الى تمام بناءها.
أنشئ مركز القناطر الخيرية سنة 61هـ وهى من المعالم السياحية على مستوى الجمهورية وهى تبعد عن القاهرة بمسافة 22كم ومن امامها خرج الرياح التوفيقى والرياح المنوفى وتفرع النيل الى فرعى دمياط ورشيد وتضم القناطر اكثر مساحة من الحدائق والمنتزهات على مستوى المحافظة وتصل الى 500 فدان على النيل مباشرة.
وتنقسم هذه القناطر إلى :
قناطر فرع دمياط : وتتكون من 71 فتحة منها 20 فتحة مغلقة وعدد 49 فتحة لسريان المياه عرض كل منها 5 أمتار وعدد 2 فتحة عرض كل منها 5.5 امتار كما يوجد هويس واحد أما عرض الطريق فوق القناطر بلغ 8.65 متر .
قناطر فرع رشيد : وتتكون من 61 فتحة منها 59 فتحة عرض كل منها 5 امتار وفتحتين عرض كل منها 5.5 متر كما يوجد عدد 2 هويس أ 8.65 متر وعرض الطريق فوق القناطر 8.65 متر .
و حيث ان قناطر محمد على لم تكن كافية لتحمل زيادة المياه امامها فقد بدا فى اقامة قناطر جديدة فى اواخر أكتوبر 1936 وانتهى العمل بها فى 1939 وهى :
قناطر دمياط الجديدة : تتكون من 34 فتحة عرض كل منها 8 امتار وهويس الملاحة عرض 12 مترا وطوله 80 مترا
قناطر رشيد الجديدة :بها عدد 46 فتحة عرض كل منها 8 امتار وهويس للملاحة عرض 12 مترا وطوله 80 مترا .
بين القناطر القديمة والجديدة هو المكان اللى اخترناه نعوم ونسبح فيه المية رايقة وجميلة ومنعشة خصوصا الساعة 7صباحا.
واهم معالمها القناطر الخيرية ومتحف الرى ويشمل وسائل الرى منذ عهد الفراعنة حتى الان وبه مجسمات للسد العالى وجميع الكبارى المقامة على النيل وادخل في المدينة الصوت والضوء وبه ايضا معهد بحوث الهيدروليكا والطمى الذى يختص بالبحوث والدرسات المتعلقة بالرى والصرف وبها محطات بحوث البساتين وادواجن والاسماك والنباتات العطرية ومركز تدريب البساتين ومركز تنمية الادارة للنهوض بمشروعات التنمية الزراعية