[size=32]عيدٌ.. بأي حالٍ عُدت يا عيد
كيف نشعر أننا في عيد.. وفلسطين تصرخ وتئن وتنزف؟. كيف نشعر أننا في عيد وأقصانا،
يُهّود بل وسيهدم، بأيدي الصهاينة المعتدين؟. ويستمر الكيان الصهيوني في غيه وصعوده
فيما يستمر العرب في هوانهم وهبوطهم. ومع ذلك يستمر العديد من الدول العربية يقيم
علاقات وبأشكال مختلفة مع الكيان فوق الطاولة وتحتها.
- كيف نفرح بالعيد.. والتفتت والتشرذم والتباغض والتآمر والحصار الظالم والتجويع مازال
مفروضاً علي أهلنا في قطاع غزة، بينما فريق \"يـُفاوض\" من أحتل وأغتصب الأرض،
وأغتال وذبح وقتل وشرد البشر، ودمّر الشجر والحجر. من يداه مُلطخة ـ دون عقاب ـ بدماء الشهداء
كيف نفرح بالعيد.. والعراق.. وطن الأنبياء، ومهد الحضارة، ومنبع التاريخ ، وبغداد عاصمة الخلافة
الإسلامية التليدة، قد احتلها الأمريكان ومن عاونهم؟. خربوه وعاثوا فيه فسادا.. شردوا، وفرقوا
شعبه شيعاً وأحزابا. أوجدوا فيه حالة انفصال سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي
(ثلاثي/ شمالي ووسطي وجنوبي). أسالوا الدماء، يتموا الأطفال، ورملوا النساء، واستباحوا الشيوخ.
عيدٌ.. بأي حال عدت يا عيد.. وأرض الأفغان.. مستودع العلم والرجال الأشداء.. محتلة من قبل
الحلف ذاته يفعل بها مثلما يفعل بالعراق، ولا مغيث لها.
كيف نفرح بالعيد، و\"اليمن السعيد\" يتقاتل، وفي طريقه للتفتت والتشرذم، كما الحال في
السودان (سلة غذاء العرب والأفارقة،وأكبر أقطار العرب مساحة/حوالي 2.5 مليون)،
وجنوبه وغربه (دارفور)، وشرقه، ولن يبقي له إلا شماله. إننا من جديد أمام
\"تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ\". تفرق وتشتت وتمزق خطط بُيتت بليل وتنفذ علي
ارض الواقع لنهب الثروات، والإخضاع للأطماع.
عيدٌ.. بأي حال عدت يا عيد، وأرض الإسلام والمسلمين تُنتقص من أطرافها؟.
كيف نفرح بالعيد، وكل يوم تكتشف مقبرة جماعية لشهداء البوسنة والهرسك جراء
مذابح الصرب في تسعينيات القرن الماضي؟.
عيدٌ.. بأي حال عدت يا عيد، ومازالت \" سبتة\"، و\"مليلة\" محتلتين منذ نحو خمسة
قرون من قبل الاستعمار الإسباني؟.
- كيف نفرح بالعيد والخلاف الحاد قائم بين الجزائر والمغرب، وفي لبه ملف أزمة الصحراء،
وجبهة البوليساريو.
كيف نفرح، وقد نهض غيرنا ولم ينجح العرب؟. مازلنا لا نجد أجوبة علي ذات الأسئلة:
لماذا نجحت اليابان و\"نمور\" جنوب شرق آسيا، وألمانيا، بل والبرازيل، والهند
(بدأت الهند معنا مشروعها النووي في ستينيات القرن الماضي، دخلت الهند
النادي النووي وجلسنا علي الباب)؟؟.
عيد بأية حال عدت يا عيد ....... بما مضى أم لأمر فيك تجديد.[/size]