الشيخ وسيم المزوق يقدّم إليك سلسلة من النصائح الذهبية لتسهيل ختم القرآن في شهر رمضان فيما يلي:
نصائح لتسهيل ختم القرآن في رمضان
فشهر رمضان شهر القرآن، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر منه ﴿هُدًى﴾ هاديًا من الضلالة ﴿لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ﴾ آيات واضحات ﴿مِنَ الْهُدَى﴾ بما يهدي إلى الحق من الأحكام ﴿و﴾ من ﴿الفرقان﴾ مما يفرق بين الحق والباطل، فالمسلم في رمضان يعتكف على كتاب الله ويكثر من قراءته وتلاوته وتدبره وفهم معانيه، قال سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، وقال: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} (محمد:24)، فعلينا أن نتلوا القرآن تلاوة قائمة على التدبر، فليس المقصود التلاوة وختم القرآن لذاتهما بل المقصود الفهم أيضا والتدبر والتطبيق والعمل بالقرآن الكريم، قال الشيخ الشنقيطي: "فكان القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم والكل يراه، والكل يعلمه ويشاهده، فحققوا القرآن بالعمل، وما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وكل واحدٍ من أصحابه قرآنٌ يمشي على وجه الأرض.."،
وكان يقول سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت الله يقول: يا أيها الذين آمنوا فأصغ لها سمعك، فإنه خير تُؤْمَر به، أو شر تُصْرَف عنه"، وقال الحسن: "أنزل القرآن ليُعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً"، فنبينا محمد صلى الله عيه وسلم والسلف الصالح قدوتنا في جميع العبادات ومنها تلاوة القرآن فإذا نظرنا إلى حالهم نرى الإمام مالك إذا دخل رمضان يترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، ويُقْبِل على قراءة القرآن من المصحف، وأما سيدنا سفيان الثوري كان أيضا إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن، وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، يلقاه كل ليلة يدارسه القرآن، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة"، فيتبين لنا في هذا الحديث حال النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان مع القرآن، فيستحب للمسلم أن يختم القرآن مرة بعد مرة (خاصة في رمضان) ويواظب على ذلك قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: "ألم" حرف، ولكن "ألف" حرف، و"لام" حرف، و"ميم" حرف).رواه الترمذي.