البهرة في اليمن
تعتبر اليمن أهم البلدان لدي طائفة البهرة، وقد زارها السلطان الراحل محمد برهان أكثر من مرة، فهي تعد البلد الأهم في عقيدة البهرة، لأنه في نظرهم مقر الإمام المستتر (الطيب بن الآمر) الذي سيظهر آخر الزمان ويحكم الناس، أما الآن فينوب عنه (الدعاة المطلقون) – حسب معتقداتهم - وآخرهم محمد برهان الدين الذي يحمل الرقم الـ 52 في الترتيب.
كما زار سلطان الجديد للبهرة مفضل سيف الدين و الوفد المرافق له محافظة عدن اليمينة خلال مارس الماضين ضمن زيارته سلطان البهرة لليمن.
و يقول سلمان أكبر -نائب السلطان- عن استتار إمامهم: "ولا يعني أن دعوة الإمام المستتر غير موجودة في اليمن وإنما هي موجودة، وأتباعه دائماً موجودون هنا، أما الدعاة المطلقون فقد انتقلوا إلى الهند".
ومن أسباب اهتمامهم باليمن وجود ضريح (حاتم الحضرات) في قرية الحطيب في حراز (غرب صنعاء)، وهو مزار ديني يأتي إليه الآلاف من أتباع الطائفة من مختلف دول العالم كل سنة، وتقام عنده الاحتفالات الدينية والاجتماعية
المستعلية) في اليمن فيدّعون أن له ولداً يسمى (الطيب)، ويقولون أن والده (الآمر) أرسل سجلاً بذلك إلى ملكة اليمن أروى بنت أحمد الصليحي (أو سيدة بنت أحمد الصليحي، حسب تسمية بعض المصادر التاريخية).
وأما عن مصير (الطيب) يقول أتباعه إنه استتر – بعد مقتل أبيه - خوفاً من عبد المجيد (ابن عم أبيه) الذي استأثر بالحكم الفاطمي دونه، وعلى هذا الأساس جعلوا له نواباً (أئمة مطلقين) يقومون - نيابة عنه- بزعامة الطائفة. وكان أول من تقلد هذا المنصب هو (الإمام المطلق) الداعي الذؤيب بن موسى الوادعي الهمداني عام (520هـ) في اليمن إبان حكم أروى بنت أحمد الصليحي التي أعلنت استقلالها عن الدولة الفاطمية في مصر.
وتعاقب أئمة الفرقة المستعلية بعد الذؤيب حتى كان الإمام السادس والعشرين (داوود قطب شاه)، وبعده انقسمت الطائفة إلى قسمين:
قسم أيد داوود قطب شاه، واعتبروه الإمام السابع والعشرين؛ فسُموا (الداوودية) وهم (البهرة)، ويُسمون أيضاً (الدُّوَّد)
وقسم قال بإمامة سلمان بن حسن، واعتبروه الإمام الـ (27)؛ فسُموا (السليمانية)، وهم (المكارمة) نسبة إلى المكرم زوج الملكة أروى، وزعامتها الدينية (أي المكارمة) موجودة في نجران، وهم موجودون أيضاً في شرق حراز بجوار (البهرة)، إلا أنهم أضعف من البهرة، وليس لهم احتفالات معلنة كالتي لدى البهرة.
وتعد الثورة اليمنية عام 1962م البداية الفعلية للاستقرار لدى هذه الطائفة داخل اليمن، فقد استفادت من زوال النظام الملكي بصنعاء، الذي كان لا يألو جهداً في محاربة هذه الطائفة فكرياً وعسكرياً، وللإمام يحيى حميد الدين فتوى شهيرة بتكفير هذه الطائفة وإباحة دماء أتباعها وأموالهم أينما وُجدوا، وجاء العهد الجمهوري ليفتح المجال أمام البهرة في ممارسة طقوسهم وشئونهم الدينية والاجتماعية.
وظهرت نتائج ذلك على أرض الواقع: فقد انتشرت مدارسهم الدينية ومساجدهم، وتوسعت تجارتهم بدعم كبير من زعمائهم داخل اليمن وخارجها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل استطاعوا التغلغل داخل السلطة وفي مختلف أجهزة الدولة، والتحق العشرات منهم في "مختلف وحدات الجيش وفي الشرطة، ويحملون رتباً عسكرية رفيعة"، حسب ما قاله أحد زعماء الطائفة في حوار مع جريدة (الراية) القطرية في 28 مايو 2005، وذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، استطاع كسب تأييد أبناء البهرة في عدد من الفعاليات السياسية، أبرزها الانتخابات، ومن ذلك ما ذكرته بعض المصادر الإعلامية –إبان الانتخابات الرئاسية في عام 1999م- حول وجود دعم مالي كبير من محمد برهان الدين سلطان البهرة للرئيس في حملته الانتخابية.
واليمن تُعد قبلة الأطماع الإسماعيلية منذ نشأتها الأولى، وأنهم يعتقدون أن دولتهم الجديدة سيكون مولدها في اليمن، ويستدلون بقوله _تعالى_: "كما بدأنا أول خلق نعيده"، وقد حذر علماء ووجهاء محافظة "إب" من مخطط البهرة للانقلاب ضد السلطة وتكوين دولة جديدة، ففي بيان شديد اللهجة صادر عن علماء إب – في السنة الماضية- توضيح لتحركات البهرة في اليمن، وحذر من تسلمهم المناصب، كما حذر من السماح لهم بشراء الأراضي والبيوت المجاورة للجامع الكبير بمدينة جبلة محافظة إب، كما حذر من تسليمهم قصر السلطنة (قصر الملكة أروى) في نفس المدينة.
البهرة في منطقة نجران السعودية
هنال الآلاف من البهرة في منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية، وهم من البهرة السليمانية (المكارمة)، وينتسبون إلى سليمان بن الحسين (تـ 1005هـ).
ومنحت المملكة العربية السعودية أرضًا بالمجان لسكان منطقة فيها أغلبية شيعية قرب الحدود مع اليمن، وهي خطوة يقول دبلوماسيون إن هدفها تعزيز الأمن ومحاربة الجريمة.
فقد قرر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، في 2009، تخصيص 1200 كيلومتر مربع لأهالي نجران استجابة لمطالبهم.
وكثيرًا ما اشتكى الشيعة الإسماعيليون وهم أغلبية في منطقة نجران من التمييز ضدهم ومن تردي أحوال المعيشة في البلاد ذات الأغلبية السنية. وتسعى السلطات السعودية لتحسين الأمن على الحدود مع اليمن.
وقال محمد العسكر وهو ناشط بارز في طائفة الشيعة الإسماعيلية، إن القرار وافق "مطلبا رئيسيا"، قُدِّم للعاهل السعودي في عريضة قبل عامين، موضحا أن 40 ألفا من أهالي نجران كانوا ينتظرون الأراضي. وبعضهم ينتظر منذ عشرين عامًا.
واضاف أن الملك عبد الله استجاب لتطلعات أهالي نجران، وأن القرار سيحسن مستوى معيشة أهالي نجران، لافتا إلى أن أهالي نجران يحتفلون منذ الصباح بالقرار.
كما أزاح العاهل السعودي، في وقت سابق من 2013 محافظ نجران بعدما اشتكى الشيعة الإسماعيلية بشأن جهوده لتوطين سنة من أصل يمني وإعطائهم مساكن ووظائف في مسعى لزيادة تهميش الشيعة الإسماعيلية.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة في عام 2000 بين المئات من أفراد هذه الطائفة من جهة والشرطة من جهة أخرى في نجران، وفي الأسبوع الماضي طلب نحو 181 مواطنا من أبناء هذه الطائفة من محافظ نجران الجديد وهو ابن للملك إرضاء أهالي المنطقة الفقيرة من خلال إنهاء التمييز وتحسين ظروف المعيشة، وأوردت وسائل الإعلام السعودية خططا من أجل تحسين البنية الأساسية في نجران وستنشئ الحكومة منطقة صناعية في منطقة جيزان القريبة من نجران من أجل خلف فرص عمل في الجنوب الفقير نسبيا، ويبلغ عد ابناء الطائفة الاسماعيلية بجنوب السعودية حوالي ثلاثة مليون شخص
وفي شهر ديسمبر من العام 2002، ألغى العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز أحكاماً بالإعدام على 17 سعودياً منهم اتهموا بإثارة الشغب في نجران في إبريل سنة 2000. واستبدل الحكم بالحبس عشر سنوات لكل منهم. كما تم في الوقت نفسه الإفراج عن الذين أمضوا نصف فترة محكوميتهم.